رياضة
04.10.21

ثورة مدربين في إيطاليا

بعد موسم كانت فيه الكثير من المفاجآت التي قضى الجميع الوقت لمشاهدتها في السيريا أ الكالشيو الإيطالي، ها هي الأندية تجعل من ثورة المدربين طريقة لحل المعضلة التي يعاني منها أغلبهم ومنهم البطل السابق للدوري الإيطالي لتسعة مواسم متتالية يوفينتوس وبطل إيطاليا الجديد إنتر ميلان.

يوفينتوس: فمن ساري إلى بيرلو مع مواسم ليست جيدة نوعًا ما، عادت الإدارة إلى الاتجاه الذي تراه صحيحًا بالعودة إلى ماسيمليانو اليغري لتدريب الفريق مرةً أخرى مع توفير طلباته هذه المرة. وربما للمرة الأولى تعطي إدارة اليوفينتوس الضوء الأخضر لمدرب يقود كل القرارات الفنية والتعاقدات مع اللاعبين، هذه المرة الأولى في أروقة نادي يوفينتوس، وكما يعرف الجميع أن القرار المطلق دائمًا ما كان للإدارة وهذا السبب الأكبر لطلب اليغري الإقالة قبل ثلاثة سنوات.

في روما، وتحديدًا قطبيها لاتسيو وروما، كلاهما اتجه لثورة جديدة نحو مجد عظيم تنتظره المدينة منذ سنوات، فينتظر سكان العاصمة الكثير من "الساريزمو" أو الأسلوب الخططي لساري والذي يعتمد على الاستحواذ والسرعة والهجوم القوي الذي عودنا عليه ماوريتسيو رفقة نابولي. موظف البنك السابق يستعد للانطلاقة مع لاعبين شاركوا مع منتخباتهم ومنهم من فاز بلقب قاري وهنا الحديث عن كوريا الأرجنتيني وايموبيلي الإيطالي.

أما في نادي روما هناك تغيير لم يُفهم من الكرة الجماعية إلى الأداء الفردي نوعاً ما، وإخراج أفضل ما لدى كل لاعب، يأتي تعيين خوسيه مورينهو كمدرب جديد للنادي بعد موسم سيئ جدًا لروما محليًا وأوروبيًا، وبعد موسم سيء أيضًا لخوسيه مع توتنهام. اتجه كلاهما من أجل ثورة شعبية في روما كان شعبها الرومانيستا سعداء بها مع السبيشل وان، ولكن هل ينجح؟!

الإنتر: بطل إيطاليا الذي أوقف يوفينتوس بعد هيمنة وسلسلة كبيرة لمدة تسع سنوات، قدم انطونيو كونتي استقالته بعد أن بدأ هيمنة يوفينتوس وأنهاها في الموسم الماضي مع الإنتر وتحقيقه البطولة والكالشيو.
تعاقد الإنتر مع إنزاجي مدرب لاتسيو السابق، الذي يشابه أسلوب كونتي كثيراً، فكلاهما يحبذان الكرة العمودية! لكن الفارق الكبير بينهما هو قلة خبرة إنزاجي في قيادة لاعبين كبار فنيًا، على عكس المجموعة التي عمل معها في لاتسيو...

عوامل النجاح والفشل تحددها العقلية المتواجدة لدى المدرب واللاعبين، فلا يمكن الاعتراف بفشله قبل أن يبدأ، كذلك لا يمكن أن تعرف بنجاحه قبل انتهاء الموسم. لا ترتبط عوامل النجاح والفشل بالبطولات، إنما في كيفية التسيير والتخطيط والتجهيز للموسم، وكيفية لعب كرة جماعية ممتعة، وهذا ما يعترف به أفضل مدرب في نظري: مارسيلو بيلسا.

في الجنوب الإيطالي، وتحديدًا نابولي هناك حيث السعادة ترتسم في وجوه الجميع بعد إقالة جاتوزو، لكن السعادة الأكبر تسبب بها تواجد سباليتي الذي لا يعترف بنجومية اللاعب الفردية ولا يؤمن ان النجومية وحدها كافية إن لم تقدّم شيئًا للمجموعة.
مخاوف من الصحافة النابوليتان من تكرار ما حدث مع إيكاردي وتوتي، لكنهم على الأقل سعداء أن فريقهم سيلعب كرة قدم جماعية. لم يخفي سباليتي سعادته بهذه التجربة فهو يحب إرث ماوريسيو ساري الذي لازال حتى اللحظة يجري في عروق بعض اللاعبين الذين تواجدوا في فترة ساري نابولي.
لا يمكننا التنبؤ بالنجاح والفشل، لكن كرة القدم الجماعية تُعد نجاحًا حتى إن لم تُحفّز بالبطولات والاستمرار في حصد النتائج، فليس دائمًا يفوز من يستحق الفوز.

ثورة جديدة في التدريب، لكن هذه المرة جماعية في إيطاليا، أكثر من عشرة فرق غيروا مدربيهم بمدربين جدد في الفرق والعقلية، فهل نرى نجاحًا جديدًا لمن طالهم التغيير؟

مقالات ذات صلة