إن الإدارة من التخصصات التي يستمتع المُتخصص بها كثيرًا في كل المجالات سواءً الأعمال أو الانتاجية، لكن الإدارة الرياضية هي الأخرى ممتعةً جدًا وتكاد تُصبح هي الأقوى في السنوات القادمة من ناحية الذكاء وشغف الرياضة وحبها والانتماء لهَا قبل ان تكون مديرًا رياضيًا أم فنيًا في فريق ما.
لا أحب الحديث عن الرياضات الأخرى لأنني لم أعشق في حياتي إلا كرة القدم، لهذا كل كتاباتي في هذا الموقع خاصة بكرة القدم وفقط.
إن صفات المدير الرياضي هي كصفات مدير الأعمال توجيهًا وتنظيمًا ورقابةً وتنسيقًا وقيادة، لكن الفارق في مفهومها انها على عكس الإدارات الاخريات كليًا، فهي فن تنسيق عناصر العمل والمنتج الرياضي والهيئات الرياضية وتطويره بصورة منظمة وجيدة من أجل الوصول إلى عمل وتطوير وبنيان قوي لإدارة اللعبة على أكمل وجه.
في العالم لدى المدير الرياضي عدة أدوار في النادي، فهو المدير التقني كما يسمى كذلك متخصصة بالتعاقدات والمدربين وكذلك هو الوجه الإعلامي الأول للنادي بالتصريحات وتوضيح القرارات. ومن بعض مهامه:
1ـ سوق الانتقالات.
2ـ إيجاد كشافين للمواهب والتواصل معهم.
3ـ الوجه الإعلامي.
4ـ إبرام العقود مع اللاعبين والرعاة.
5ـ اختيار المدرب والطاقم التدريبي.
6ـ حل المشاكل داخل غرف الملابس.
7ـ تقييم المدرب واللاعبين.
إن الاختلافات بين الادارات الرياضية بين انجلترا وايطاليا واسبانيا تتواجد في القرارات والأدوار الخاصة بالمدير الرياضي، مثلاً في انجلترا المدرب هو الأقرب لكونه مديرًا رياضيًا في الفريق، إسبانيا شبيهة بإيطاليا اداريًا عدا انه أقل قرارات وتدخل في الفريق لكن لديه صلاحيات سوق الانتقالات.
في العالم عرفنا الكثير من المدراء الرياضيين مثل: لوتشيانو مودجي والكسول السير كولفينو والرجل الغريب فوشكي وكارلو اوستي والمقنع جانلوكا ناني الذي حتى اللحظة يعمل لدى ويستهام يونايتد في لندن، السيد فرانكو بالديني وبرانكا واوريالي وماروتا الثعلب الصغير، تكسيكي بيغيرستين، ومايكل ادواردز، والسير فيرغسون ورالف رانجنيك ولويس كامبوس.
الذي ذكرت اسمائهم أعلى هم من أعرفهم جيدًا، فكانوا مجانين وممتعين في تعاملهم مع الجميع. لا يخفى على الجميع أن هناك من تمت محاربتهم، لكن أمثال هؤلاء لا يهتمون البتة بهكذا أمور فيستمرون في العمل على أكمل وجهٍ في هذا المجال الممتع والذي يعشقونه كثيرًا.
تلعب الإدارة دورًا كبيرًا في التخطيط إلى المشاريع المستقبلية والتنبؤ بنجاحها وفشلها، لا يمكنك بناء مدرسة ناشئين لتطوير المواهب وتحفيزهم وتعليمهم الكثير من أساسات كرة القدم دون إدارة قد خططت مسبقًا لهذا المشروع، بل إن نجاحه مرتبط أكثر بمتابعة الإدارة للمشروع حتى تعرف إلى أين وصلت في المخطط له وكم يحتاج المشروع من وقت وجهد وموارد بشرية ومدربين وأطقم فنية لتسيير المشروع كما ينبغي له.
في بلدنا الآن يقتصر دور المدير الرياضي في التعاقدات والتصريحات التي لا تجدي نفعًا، بل إن اغلبهم وصلوا ل لإدارة الرياضية بالمخالطة وهذا ليس عيبًا بل إن الانسان يتعلم ويفهم أكثر حتى يصل إلى مرحلة عليا من اللاوعي وحب المهنة والتفنن فيها، لا عيب في عملك كمديرًا رياضيًا عن طريق الواسطة كما يعرف الكثير مصطل وتظمين حها في لهجتنا، لكن العيب انك تصل ولا تتعلم وتعيش في التخبط حتى يُهوى بك إلى الخروج من البوابة الأصغر من الادارة.
يقول لاعب لايبزيغ كيفن كامبل عن رالف رانجنيك: "لقد قابلت الكثير من الناس في كرة القدم، لكنني لم أصادف شخصًا شغوفاً اللعبة مثل رالف رانجنيك".
لا يمكن الحديث عن الإدارة الرياضية دون أن تذكر اسم هذا الرجل، إنه من العباقرة الذي وصلوا إلى مرحلة الجنون فهو كمودجي يتصل فجرًا من أجل التعاقدات، كذلك حنكتهُ في تطوير الاندية وهذا ما فعله بالضبط رفقة مدرب لايبزيغ وادارة النادي في تطوير النادي وشراء اللاعبين ووضع خطط وأسس من اجل بناء صرح قوي للعب كرة قدم حديث وكذلك من أجل الاستثمار، لايبزيغ وسالسزبورغ من أكثر الاندية حصولاً على المال من بيع اللاعبين فهم يطورونهم لا يبتاعونهم بثمن قليل ثم يتم بيعهُم بمبالغ كبيرة.
الإداري القوي هو من يستمتع بعمله ويبني خطط ونظام ورقابة جيدة على ادارته الرياضية والتي تعمل كمجموعة لا أفراد منفصلين، لكن يبقى رأس الهرم هو العقل المدبرُ لجهنم التي يصنعُونها من أجل التطور...