عادت البطولة المفضلة للجميع، عاد دوري الأبطال حيث يستمع الجميع لنشيد البطولة ليشعر بالانتشاء، بالفرح، يشعر بكل شيء جيد مع عودة الأنغام الأجمل في عالم كرة القدم، عادت البطولة التي شعرنا دونها أن العالم يستحق أن يقرر قرارًا نهائيًا أن هذه البطولة لا تتوقف أبدًا، بل نجعلها دائمًا محطة للمكتئبين والسعداء والذين هربوا من المشاكل ومن كل شيء.
في مفاجأة البدايات ومع عودة كريستيانو رونالدو إلى ناديه الذي أخرجه إلى النور، فقد مان يونايتد نتيجة مباراته الأولى خارج الديار أمام يونغ بويز، لكن رونالدو بدأ البطولة بهدف أكثر من رائع بعد اسيست أروع من ابن بلده برونو فيرناندز الذي يقدم الهدايا للجميع بتمرير الكرات عرضًا وطولاً وبكسر الخطوط.
في معركة ليست بمفاجأة للعالم، بذكريات الثمانية والسباعية بجمع مواجهتين في دوري الأبطال، بايرن ميونخ الذي أصبح لا يعترف بالفوز سوى بالأهداف الكثيرة في مرمى خصومه، لكن خصمه هذه المرة هو برشلونة الذي عانى الويلات على أرضه بعد أن فقد نتيجة اللقاء بثلاثية نظيفة، فهل كما ذكرنا في مقال سابق أن عصر برشلونة قد انتهى وحان التغيير؟!
في مواجهات إيطاليا واسبانيا أصبح الإنتر وريال مدريد يقدمان مواجهات فخمة للعالم، هذه المرة على ملعب جوزيبي مياتزا في ميلانو، بعد أن قدم الإنتر مواجهةً تكتيكية تُدرس للعالم، وبعد ردودٍ قدمها انشيلوتي مدرب ريال مدريد تكتيكيًا أيضًا، كان الفوز من نصيب الملكي ملك هذه البطولة لثلاثة عشر مرة، أنهى الملك المواجهة بهدف هو يقضي على أمل الإنتر بالفوز بالمباراة، هدف سجل في الدقائق عن طريق رودريغو الفتي البرازيلي العائد مؤخرًا فهل سيعادل الإنتر المواجهات عندما يلتقي ريال مدريد إيابًا؟!
في مجموعةٍ تحمل يوفينتوس وتشيلسي، تقاسما الصدارة في نفس الليلة لكنها بقت لليوفينتوس حيث سجل أهدافًا أكثر، أمام مالمو عاد اليوفينتوس لسكة الانتصارات خارج الديار بثلاثية نظيفة اداءً ونتيجة، في المقابل كان ضحية تشيلسي هذه المرة زينيت الروسي بهدف نظيفٍ خارج الديار وضع به لوكاكو فريق الجديد خلف يوفينتوس بفارق الأهداف، المواجهة القادمة ستكون تشيلسي ويوفينتوس فلمن ستبقى الصدارة؟!
في ذكريات ليالي الأبطال القديمة، التقى خصمين قديمين على شرف عودة أحدهما إلى دوري الأبطال بعد غياب سبعة سنوات عن المسابقة، ليفربول الذي استقبل ميلان على الأنفيلد الذي كان مليئًا بمشجعي الناديين، لكن المواجهة حسمت في النهاية لليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فهل يبقى الميلان صامدًا مع قلة الخبرة للجيل الحالي؟!
في مجموعة أخرى تحمل أندية لا تملك الإنجازات في المسابقة، تحمل لاعبين حصدوا البطولة لكنهم الآن في أندية لا تملك سوى الأموال، باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم على غرار ميسي ونيمار وامبابي، إلا أن الفريق تعادل مع خصم كان سيجعلها ليلة سيئةً لولا نافاس، كلوب بروج الذي استطاع اخفاء قصة الأموال الكثيرة في ناديه سابقًا، ها هو يوقف باريس المدجج بالنجوم وينهي معه المواجهة بتعادل هدف لهدف، فهل يستمر باريس في الغثيان؟!
في ذات المجموعة وفي الجهة المقابلة من الأموال الطائلة، فاز مان سيتي على لايبزيغ الذي تحدى الكثير من الأندية بواسطة اللعب الجماعي، رغم فوز السيتي بستة أهداف مقابل ثلاثة أهداف، إلا أن لايبزيغ قدم مباراة جيدة فهل يقف معهم الحظ في إيقاف باريس وكلوب بروج، أم أن للخصوم رأيٌ أخر في هذه المسابقة.
هي بطولة عودتنا على الجمالية رغم فساد الويفا الذي أصبح يبتز الجميع، لكنها تبقى البطولة التب استمتعنا بها منذ سنواتٍ بعيدًا عن ضوضاء الفشل والكره والانتماء، رحلة جديدة تبدأ في دوري الأبطال، فمن البطل هذه المرة؟!