قبل أسبوعين من هذا المقال أطلقت شركة "ميتا" المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي الأشهر على الإطلاق "فيس بوك، انستغرام، واتس آب" تطبيقها الجديد المسمى بـ "ثريدز" المنافس والمشابه لتطبيق تويتر الذي قام بشرائه إيلون ماسك مؤخرًا.

بعد أول ساعات من إطلاق التطبيق على أجهزة ios و Android وصل عدد مستخدمي التطبيق ما يزيد عن 30 مليون مشترك، والذي تميّز بربطه بتطبيق إنستقرام، حيث يمكّن كل مستخدمي تطبيق إنستقرام بالانتقال مُباشرة إلى التطبيق الجديد، وبالتالي سيلتقون هناك للتعبير عن آرائهم، وسينشرون الثريدات بعدما كانوا يتشاركون بالصور والستوريات اليومية فقط.

مقارنة بين تطبيقي ثريدز وتويتر:

يتميز تطبيق ثريدز بالعديد من المزايا عن تطبيق تويتر فمثلًا ثريدز يأتي بطول بوست من 500 حرف بمقابل 280 حرف فقط على تويتر، كما أن ثريدز سيأتي بطول فيديو 5 دقائق مقابل دقيقتين في تويتر. بالإضافة إلى أن ثريدز لا يحتوى على الرسائل الخاصة أو التريند والهاشتاق.

كما يوفر التطبيق  خيار نشر الصور، والقدرة على المشاركة في المحادثات مع الآخرين. وهو يتمتع بالعديد من الخصائص والإمكانات، إضافة لكيفية التسجيل ومعرفة كل المعلومات اللازمة لاستخدام سلس ومريح للمنصة الجديدة.

استحواذ إيلون ماسك على تويتر وفرض سياسات جديدة:

اقترح رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك في الرابع عشر من نيسان/أبريل 2022 شراء شركة التواصل الاجتماعي تويتر، بعد أن استحوذ سابقًا على 9.1% من أسهم الشركة مقابل 2.64 مليار دولار، ليصبح أكبر مساهم منفرد.

بعدها دعت تويتر إيلون ماسك للانضمام إلى مجلس إدارة الشركة، وهو ما وافق عليه ماسك قبل أن يغيّر رأيه. استجابةً لاقتراح ماسك، ليأتي بعد ذلك إعلان موقع تويتر عن استراتيجية حبّة السم، للسماح للمساهمين بشراء أسهم إضافية في حالة حدوث صفقة شراء. وبالفعل وافق مجلس إدارة تويتر في الخامس والعشرين من نيسان/أبريل من نفس العام وبالإجماعِ على عرض شراء ماسك بقيمة 44 مليار دولار، مع وضع الشركة لتصبح شركة خاصة اعتبارًا من نيسان/أبريل 2022.

وفور استلام ماسك بدأ تويتر بتغيير العديد من السياسات التي تفاجأ بها زوار المنصة، فعلى سبيل المثال: كان بإمكان زوار الموقع في السابق عرض التغريدات ومشاهدتها دون الحاجة إلى تسجيل الدخول بحساباتهم على تويتر، ولكن المنصة اختارت تغيير هذه السياسة، وفرض تسجيل الدخول على كل زائر حتى يتمكن من رؤية التغريدات.

كما نشر ماسك تغريدة أكد فيها أن المنصة حددت سقفًا للتغريدات التي يستطيع المستخدمون مشاهدتها في اليوم، وهي كالتالي: المستخدمون الذين يحملون علامة التوثيق يمكنهم مشاهدة 6000 تغريدة في اليوم. أما المستخدمون الذين لم يوثقوا حساباتهم يمكنهم مشاهدة 600 تغريدة في اليوم، بينما يمكن للمستخدمين الجدد الذين لم يوثقوا حساباتهم مشاهدة 300 تغريدة في اليوم.

كما قامت تويتر في خطوة لأول مرة لاقت استهجان كبير من مستخدمي التطبيق ومن غير مستخدميه، حيث أتاحت الفرصة لإمكانية أي شخص من توثيق حسابه على تويتر، حتى وإن لم يكن شخصية مهمة ومشهورة، مقابل اشتراك يقدر من 8 دولار إلى 11 دولار شهريًا.

الصراع بين مارك وماسك:

وصف بعض التقنيين التطبيق القادم على أنه "قاتل تويتر" حيث يمر تطبيق تويتر بحالة من الارتباك بعد استحواذ إيلون ماسك عليه في صفقة بقيمة 44 مليار دولار العام الماضي، حيث تم التلاعب بخوارزميات التطبيق، وتقليص عدد الموظفين بشكل كبير. وفي عطلة نهاية الأسبوع، أعلن ماسك فرض قيود على عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها عند استخدام التطبيق، وذلك استجابة لشركات تأخذ بيانات تويتر في عملية تسمى "الكشط". وبسبب هذه القيود، عانى المستخدمون من ظهور رسائل تفيد بتجاوز "حد المعدل"، مما جعل التطبيق غير قابل للاستخدام بشكل فعّال، وأدى إلى الإحباط لدى العديد من مستخدمي التطبيق.

كيفية ربط حسابات الثريدز بالإنستقرام وسياسة الخصوصية:

يستطيع مستخدمي تطبيق إنستقرام بكل سهولة ربط حسابهم بتطبيق ثريدز الجديد والذي من خلاله يتم فتح حساب عليه بنفس المعلومات الشخصية الموجودة على حساب الإنستقرام مع إمكانية التعديل والتغيير، مع وجود رابط بين التطبيقين خاصة في إمكانية مشاركة ثريدات في ستوري الانستقرام بشكل جذاب ومختلف وخاصّ.

أما بخصوص حذف الحساب، ففي حال أراد أي شخص حذف حساب ثريدز، فهذا سيؤدي إلى حذف حساب انستقرام، ولكن في حال حذف تطبيق ثريدز نفسه دون حذف الحساب، فهذا لا يعني حذف حساب الانستقرام. هذا الأمر الذي أشيع الفترة الماضية ووصفه البعض أنه فخ من ثريدز.

أما بخصوص سياسة الخصوصية، فحتى الآن ليس هناك وضوح كامل لها، ولكن ثريدز تحتفظ بكافة المعلومات الشخصية لمستخدميها وعلى إطلاع كامل عليها. 

ثريدز في عيون مستخدميه:

انقسم المستخدمون إلى فريقين منهم من يرجّح نجاح وشعبية التطبيق، وأنه سوف يكون منصة فريدة، خاصة بربطه بالإنستقرام ذو الشهرة الواسعة، بالإضافة لضعف تويتر والسياسة الجديدة التي وضعها التطبيق بعد استحواذ ماسك عليه.

وهناك فريق آخر يرجح بفشل التطبيق، وأن ما حدث فقط فقاعة تسويقية ستنتهي بعد فترة بسيطة، وسيظل تويتر متربع على عرشه.

ثريدز من وجهة نظر أخرى هو تحدّي جديد لمارك زوكربيرغ المالك لشركة ميتا أمام مالك تيسلا وتوتير إيلون ماسك، والبعض يتوقع أنه الأمر سيصل إلى القضاء والمحاكم.

وفي كل الأحوال ثريدز للوهلة الأولى هو تطبيق مقبول ومريح، وسيكون مساحة وفضاء جديد في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي.

لذا من المحتمل أن تكون المنصة الجديدة مصدرًا كبيرًا للمنافسة بين مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك كما يرى آخرون بأنها من الممكن أن تكون بديلًا عن تويتر.

وأنتم شاركونا تجاربكم مع تطبيق ثريدز.