السوشيال ميديا، الإنترنت، التلفزيون، الإعلانات وغيرها من البيئات المحيطة بنا والمتغلغلة بتفاصيل حياتنا، داخل وخارج بيوتنا، تعتبر مصدر يومي لعدد لا نهائي من الصور والمحتوى البصري. تقول بعض الدراسات أن المخ البشري يعالج كل ما هو بصريّ من ألوان، وتصاميم، وصور حوالي 60 ألف مرة أسرع من استيعاب ومعالجة المعلومات النصيّة. ومع تطور الهاتف النقّال وإصدار أجيال جديدة من الهواتف الذكية التي تصاحبها كاميرات فائقة الجودة، أصبحت فعالية أخذ الصور لمحيطنا وتفاصيلنا اليومية جزء لا يتجزأ من روتيننا اليومي. على سبيل المثال، يعالج الفيسبوك حوالي مليارين صورة كل يوم، أما الواتساب فيتعامل مع 900 مليون صورة يشاركها المستخدمين فيما بينهم يومياً، ليصبح التقاط الصور جزء من الطبيعة البشرية.
لماذا نلتقط الصور؟
للكثير هي وسيلة لتذكر اللحظات السعيدة، لتوثيق تفاصيل يومنا، للاحتفاظ بذكرى عائلية أو انجاز مهم في مسيرتنا الحياتية خوفاً من أن تكون لقمة سائغة للنسيان. وحدها الصورة قادرة على إيقاف الزمن في لحظة معينة، والتي قد تكون أبلغ من آلاف الكلمات. اتخذها البعض كمهنة، وتعتبر بمثابة هواية للملايين من البشر.
كثيرة هي الأسباب، ولكن لا يمكن إنكار حقيقة أن التصوير فن، كغيره من الفنون، يمسّ الإنسان ويولّد عنده مشاعر معينة كلٌ حسب تجربته ورؤيته للأشياء.
أصل الكلمة:
مصدر كلمة "فوتوجرافي" مشتقة من كلمتين باليونانية: (فوتو) وتعني ضوء، (جرافي) وتعني الرسم، أيّ فن الرسم بالضوء. أما بالعربية، فالصورة هي ما تراه العين مباشرة أو من خلال عدسة أو في مرآة أو مرتدّ عنها على سطح ما.
نودّ أن نستعرض لكم اليوم لحظات زمنيّة توقفت على أيدي مصورين ليبيين موهوبين باختلاف مجالاتهم ومعدّاتهم وأساليبهم، نستعرضها لأنها لا تشبه في شيء ليبيا التي نراها عادة على الشاشات والأخبار، بل تشبهنا نحن بعاديّتنا وملامحنا وإنسانيتنا، وتمتد لتروي قصصنا وتجاربنا وواقعنا اليومي بتفاصيله العادية البسيطة، التي تصنع كل السحر والمعنى.
برأيك، من الذي يصنع الصورة، المصور أم الكاميرا؟