صحة
01.05.24

ADHD بين الحقيقة والترند

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المعروف أيضا باضطراب الإصغاء والتركيز يمكن تعريفه بشكل مبسط على انه اضطراب نفسي شائع بين الأطفال يسبب عدة مشاكل سلوكية يمكن ان تستمر مع الطفل لمرحلة المراهقة والبلوغ حتى , حيث تبلغ نسبة من تستمر معهم أعراضه او مضاعفاته لمراحل البلوغ 80 -85 % من المصابين به.
تشدد كل المراكز المهتمة بهذا النوع من الاضطرابات النفسية – السلوكية على الكشف المبكر لتجنيب الطفل مواجهة صعوبات في حياته الاجتماعية ورحلته التعليمية.
غالبية الحالات يتم تشخصيها في مرحلة الإعدادية او الثانوية وفي بعض الحالات يتم تشخصيها في مراحل عمرية متقدمة اكثر من ذالك يرجع ذالك لعدة أسباب منها عدم الوعي الكافي به وصعوبة التمييز بين سلوكيات الطفل الطبيعي النشيط والمصاب بهذا الاضطراب.

- تفرعاته الثانوية والتشخيص  

 

لا يعلم الكثير أن هناك تفرعات ثانوية لهذا الاضطراب حيث تم تحديد ثلاث أنواع أساسية له.

الأول : مشكلة فالإصغاء.

الثاني : بالأساس فرط نشاط.  

الثالث : اضطراب مدمج يجمع بين الاثنين ( وهذا هو الأشهر ). 

عدم الدراية الكافية بهذه التفرعات يصعب من عملية تشخيص الأطفال الذي يتمتعون بقدرات عقلية عالية , يعاني بعض منهم من مشكلة فالإصغاء والتركيز دون فرط نشاط والعكس صحيح مما يقود الوالدين لاستبعاد ان طفلهم قد يكون مصاب بهذا الاضطراب لاعتقادهم ان المصاب به يجمع بين الاثنين بالضرورة.

أما بالنسبة للتشخيص لا يوجد لهذا الاضطراب اختبار طبي واضح لتشخيصه هناك فقط معايير يمكن استعمالها من قبل المختص بالإضافة للتاريخ الشخصي المتعمق ومعلومات تفصيلية حول سلوكيات الشخص ويجب استبعاد الحالات الطبية الأخرى الموجودة مسبقا أو الغير مشخصة بسبب تشابه الأعراض معها قبل القول أن الشخص مصاب به.

 

- الأسباب 

أهمها تغييرات في بنية الدماغ بحيث ان اجري أشعة للدماغ سيلاحظ نشاط متدني للمناطق المسؤولة عن التركيز والانتباه ونشاط أعلى من الطبيعي للمناطق المسؤولة عن النشاط . 

أيضا يجب أن لا ننسى العامل الوراثي حيث أن واحد من كل اربع مصابين ستجد أن احد الوالدين مصاب أيضا بهذا الاضطراب ويمكن أن يسبب هذا الاضطراب أيضا تعرض الجنين لمواد سامة أثناء فترة الحمل.  

- الأعراض 

تختلف الأعراض حسب العمر طفلا كان أم بالغ وحسب أيضا أية نوع هو مصاب به حسب ما ذكرنا سابقا وسنذكر هنا ابرز الأعراض المشتركة .

1 - الانشغال بأمور عبثية غير محددة الهدف.  

2 – سهولة الإلهاء والتشتيت عن المهمة الحالية. 

3 – عدم القدرة على إنهاء مهمة دون انقطاع.  

4 – في بعض الحالات يمكن أن يصاحب الإصغاء الأقل سلوكيات اندفاعية. 

5 – تبدأ أن تتسم علاقاته مع الأقران أو مع البالغين في حالات الأطفال بإثارة المشاكل بشكل قد يبدو متعمد.

هذه ليست أعراض ثابتة في جميع الحالات ولكنها بعض الإشارات التحذيرية التي يجب أخذها على محمل الجد.

قد تتشابه بعض الأعراض مع اضطرابات جسدية أو نفسية أخرى , النفسي منها مثل عسر التعلم بأنواعه أو جسدية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو مشاكل فالسمع والبصر و طيف التوحد بأشكاله خاصة متلازمة اسبرغر.

مضاعفات الاضطراب  

أبرزها : 

1 – صعوبات بشكل دائم فالتعلم.  

2 – يجعل هذا الاضطراب الشخص عرضة للحوادث بشكل شبه يومي مثل الجروح والحروق وربما أخطر من ذالك بسبب نقص انتباهه وتركيزه أثناء تأدية هذه المهام. 

3 – صعوبة في التعاون مع المحيط بشكل طبيعي. 

4 – يجعلهم اكثر عرضة للاضطرابات السلوكية الأخرى.

5 – واكثر عرضة للانزلاق في منزلق تعاطي المواد الإدمانية. 

حاولنا جمع اهم المضاعفات في حالة عدم كشفه والتعامل معه بالطريقة الصحيحة من قبل المصاب والبيئة المحيطة.

التعافي منه  

حتى الآن لا يوجد علاج له , يمكن للبالغين الاستعانة بالأدوية المنبهة تحت إشراف المختصين لتساعدهم على التعايش معه ولزيادة جودة حياتهم ولكن هذه الأدوية لا تعالجه.

أما بالنسبة للأطفال سيساعدهم بناء علاقة علاجية بين الأسرة والبيئة التعليمية لتحسين تفاعله مع المحيط ويمكن في مختلف المرحلتين العمريتين لتغيير البيئة ان يساعد على التحسن.

 

- تصحيح بعض المعلومات المغلوطة عنه  

1 – المصاب بالاضطراب شخص كسول لا يريد إتمام المهام هو فالحقيقة يواجه صعوبة حقيقية في إتمام المهام , غالبا يكون شخص بعيد كل البعد عن الكسل.

2 – لا يمكن التعافي بشكل كامل منه يمكن فقط تطوير أليات للتأقلم معه.  

3 – سببه ليس مشاكل فالتربية , يحمل الكثير من الأباء شعور الذنب عند تشخيص طفلهم به لاعتقادهم انهم قد تسببوا له بهذا الاضطراب ولكن الحقيقة ان البيئة الغير جيدة وطرق التربية الخاطئة تزيد من حالة الطفل سوء ولكنها لا تسببه هذا الاضطراب بشكل مباشر. 

4 – الطفل الذي يلعب بشكل متواصل لساعات لا يمكن أن يكون مصاب به , في واقع الأمر المصابون يعانون من مشاكل في المهام التي تتطلب تركيز عالي مثل الدراسة وليس المهام التي بها محفزات بصرية وسمعية مكثفة مثل اللعب.

5 – فرط النشاط ليس عرض ثابت له حيث لهذا الاضطراب أنواع لا تتضمن فرط النشاط كعرض أساسي كما تحدثنا سابقا.

6 – حتى الآن لم يتم إثبات أن تناول السكريات يزيد من أعراضه.

- ختاما  

بالتأكيد هو ليس مجرد ترند لننضم له بل أعمق ومن ذالك بكثير.

 

مقالات ذات صلة