باتت تقنية الجيل الخامس 5G ميزة ينتظرها مستخدمو التقنية الحديثة وشبكة الإنترنت لما تتمتع به من سرعة خارقة وتطور تقني ملحوظ عن باقي التقنيات السابقة، ومن العجيب أيضًا أن كان لليبيا القدرة والتميّز بين أقرانها من الدول العربية لتدخل هذه التقنية إليها، وسوف تكون متاحة للمواطنين في القريب العاجل.

الجيل الخامس من أجيال التقنية: سرعة وقفزة قوية

انطلقت تقنية الجيل الخامس تجاريًا لأول مرة في عام 2019، وذلك بعد سنوات من البحث والتطوير والاختبارات. وقد بدأت بعض الشركات في تحويل شبكاتها إلى تقنية الجيل الخامس في العديد من البلدان حول العالم، وتوقع أن يتم توسيع استخدامها بشكل كبير في السنوات القادمة.

تقنية الـــ 5G  هي تقنية اتصال لاسلكي جديدة تحسن بشكل كبير سرعة الاتصال وجودة الخدمة عن تقنيات الجيل السابقة، حيث تم تصميم الجيل الخامس لتلبية متطلبات الاتصالات الحديثة، وتوفير تجربة اتصال شاملة ومتعددة الاستخدامات، تشتمل على الإنترنت عالي السرعة والألعاب وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتحكم عن بعد والمزيد.

تعتمد تقنية الجيل الخامس على توفير ترددات عالية وشبكات مركزية قوية، كما تدعم أيضًا توفير اتصالات منخفضة الحجم وذات استهلاك طاقة منخفض، مما يسمح بتوصيل الأجهزة الذكية والأجهزة الأخرى بشكل مستمر وفعال. ويتوقع أن تقنية الجيل الخامس ستساعد على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والمزيد من التطبيقات التي تعتمد على الاتصال عبر الإنترنت.

الجيل الخامس: جيل تميّز عن باقي الأجيال، لماذا؟

تقنية الجيل الخامس تختلف عن باقي التقنيات اللاسلكية السابقة بعدد من الجوانب، ومن أهم الفروقات:

• سرعة الاتصال: تعتبر تقنية الجيل الخامس أسرع من باقي التقنيات اللاسلكية السابقة، حيث يمكنها تحقيق سرعات قياسية تصل إلى 20 ضعف سرعة تقنية الجيل الرابع (4G)، وبالتالي فإنها تتميز بوقت استجابة أسرع وتحميل وتنزيل البيانات بشكل أسرع.

• القدرة على التعامل مع عدد كبير من الأجهزة: تتميز تقنية الجيل الخامس بالقدرة على التعامل مع عدد كبير من الأجهزة في نفس الوقت، مما يجعلها قادرة على دعم التطبيقات اللاسلكية ذات الحجم الكبير مثل الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.

• تقنيات جديدة: تستخدم تقنية الجيل الخامس تقنيات جديدة مثل تقنية الحزم الضوئية والتكنولوجيا المتعددة الإدخال والإخراج (MIMO) وتقنية تحديد المواقع الدقيقة، وهذه التقنيات تساعد في تحسين سرعة الاتصال وتوفير استجابة أفضل.

• استهلاك الطاقة والعمر الافتراضي للبطارية: تعتبر تقنية الجيل الخامس أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، مما يعني أن الأجهزة التي تستخدم هذه التقنية تستهلك أقل كمية من الطاقة، وتوفر بالتالي عمرًا أطول للبطارية.

• دعم تطبيقات المستقبل: تقنية الجيل الخامس تم تصميمها لدعم التطبيقات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والرعاية الصحية الذكية والأتمتة الصناعية، وهذا يعني أنها ستكون قادرة على تلبية متطلبات الاتصال اللاسلكي في المستقبل.

ليبيا والجيل الخامس للتقنية

ذكرنا سابقاً أن ليبيا كانت سبّاقة في الإعلان عن تقنية الجيل الخامس في شبكاتها حيث ومع انطلاق الخدمة عالمياً بداية عام 2019، وفي نفس العام أعلنت شركة المدار الجديد (أحد أكبر شركات الاتصالات في ليبيا) بانطلاق  خدمة الجيل الخامس 5G في خطوة لرفع كفاءة خدمات الإنترنت في ليبيا، ولتكون بذلك واحدة من بين أولى الشركات العربية التي تطلق هذه الخدمة. ولكن لا تزال في الوقت الحالي غير متاحة تجاريًا في ليبيا، وذلك بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، مع وجود مساعي وجهود مبذولة لتطوير شبكات الجيل الخامس في ليبيا، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتحقيق هذا.

وفي عام 2020 أعلنت شركة الاتصالات الليبية عن خطتها لتطوير شبكات الجيل الخامس في ليبيا، وذلك بالتعاون مع شركاء دوليين، ومن المتوقع أن تكون هذه الخطة جزءًا من الجهود الرامية إلى تطوير القطاع الاتصالات في ليبيا، وتحسين جودة الخدمة والتغطية في البلاد.

ومع ذلك لا يخفى على أحد على أن قطاع الاتصالات في ليبيا يواجه تحديات عدة، بما في ذلك الظروف الأمنية والاقتصادية العامة، والتي تؤثر سلبًا على تطوير البنية التحتية، ومن المهم أن تتخذ الحكومة والقطاع الخاص في ليبيا الإجراءات اللازمة لتحسين هذه الظروف وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم تقنية الجيل الخامس وغيرها من التقنيات في المستقبل القريب.

ويبقى السؤال متى سوف يتم الإعلان الرسمي عن تنقية الجيل الخامس في كافة المدن الليبية، وتكون متاحة للتجربة والاستخدام، خاصة مع اعتماد حكومة الوحدة الوطنية لخطة قطاع الاتصالات في ليبيا مع بداية مايو من هذا العام؟