ثقافة
26.05.21

الدراسة في الخارج: رهان على المستقبل؟

لطالما كانت الدراسة في الخارج طموحا لكل طالب، إذ كان من يمنح هذه الفرصة، يرى كشخص محظوظ للغاية، ليست هذه الثقافة في ليبيا أو مجتمعاتنا العربية فحسب، بل تقريبا في جميع أنحاء العالم، تعتبر فرصة السفر لإكمال الدراسة الجامعية في بلد آخر، مغامرة رائعة يتمناها الجميع.

لا أعلم إن كان الأمر متصل بفكرة السفر ذاتها والاستعداد لمغامرة جديدة في بلاد غريبة، أم هو سبب آخر مجهول يدفع الطلبة لبلد مجهول والعيش فيه لأربعة سنوات. مهما كانت الأسباب، فالرغبة واحدة.

وفقاً لإحصائية حديثة فإنّ أكثر من 5 ملايين طالب درسوا خارج بلدانهم الأصلية في 2014 مقارنة بـ 2.1 مليون طالب في عام 2000، وتكشف هذه الإحصائية تدفّق المعرفة والتعليم والمهارات عبر الحدود بشكل أكبر بكثير بمقارنة بما كان الوضع عليه في نهايات القرن العشرين.

بسبب تنقلي مع عائلتي لسنوات، سنحت لي الفرصة لعيش تجربة الدراسة في الخارج في عمر صغير، ثم تابعت الرحلة أيضا عندما بدأت سنواتي الجامعية، ولا أستطيع أن أخفي جمال المغامرة وروعتها، تلك الخبرة المكتسبة من التعرف على جنسيات مختلفة، وثقافات من مختلف بقاع الأرض، مشاعر لا تقاس بعدد السنوات التي قضيتها هناك.

أعتقد أن السنوات الجامعية هي من أجمل وأهم مراحل الحياة، والتي ستحدد ما سنكون عليه في المستقبل. ولمساعدتكم على خوض الرحلة بطريقة سلسة وأكثر راحة، جمعت لكم بعض المعلومات التي قد تكون مفيدة في رحلتكم الدراسية القادمة:

تحديد وجهة الدراسة المناسبة: من المهم أن يختار السَّاعون نحو الدراسة في الخارج الوجهة التي تناسبهم، ويتوقف ذلك على عدد من العوامل:

طــــبيعة التخصص المراد دراسته: هناك دول تسبق غيرها في بعض التخصصات، وعلى سبيل المثال من يرغب بدراسة اللغة الإنجليزية، أو الحصول على دورات فيها؛ فإن الجهة التي تناسبه لن تخرج عن بريطانيا أو أمريكا أو أستراليا؛ ففيها سيُشبع الطالب رغباته، ويتتلمذ على أيدي نُخبة من أفضل خُبراء اللغة الإنجليزية، ومن خلال أفضل التقنيات، وفي حالة الرغبة بدراسة الهندسة فإن أفضل الجامعات في هذا المضمار توجد في ألمانيا وأمريكا، وبالمثل باقي التخصصات.

التــكلفة المتعلقة بالدراسة: تختلف تصنيفات الجامعات الدولية، وهناك جامعات تفوق غيرها، لذا نجد أن هناك تفاوتًا من حيث التكلفة، والتخصصات ذاتها قد تلعب دورًا في تحديد التكلفة، بالإضافة إلى أن هناك دولًا أرخص من غيرها بوجه عام، ونجد أن روسيا وأوكرانيا من أرخص الدول، وأمريكا وبريطانيا من أكثر الدول تكلفة فيما يخص الدراسة بالخارج، وتلك نصيحة مهمة حول التخطيط للدراسة في الخارج.

الحياة الاجتماعية في الدول المراد السفر لها: هناك بعض من الدول التي يمكن التأقلم على الحياة الاجتماعية فيها بسهولة عند السفر للدراسة في الخارج، مثل ماليزيا وتركيا؛ نظرًا للطابع المتقارب مع الدول العربية، وأخرى تحتاج لوقت من أجل التعرف على العادات والتقاليد، ومُسايرة الحياة، ومن المهم أن يفكر الطلاب في ذلك عند التخطيط للدراسة في الخارج؛ نظرًا لأن كثيرًا من الطلاب لا يستطيعون مُسايرة بعض المجتمعات الغربية في طريقة معيشتهم.

وجود معارف أو أصدقاء: في حالة وجود معارف أو أصدقاء في دولة ما؛ فقد يكون ذلك خيارًا أفضل من غيره؛ حيث إن الرفقة الحسنة تسهل على الطالب كثيرًا من الإجراءات، ويكتسب الطالب عن طريقهم الخبرات، ولو على الأقل في المرحلة الأولى من السفر.

التسجيل بمجرد فتح باب القبول: من المهم أن يملأ الطلاب الراغبون بالدراسة في الخارج طلبات التسجيل بمجرد فتح القبول في جامعات الخارج، والسبب في ذلك أن هناك إقبالًا شديدًا من الوافدين بدول العالم، وخاصَّةً في بريطانيا وأمريكا، ومن بين المعايير لدى بعض الجامعات الخارجية الأسبقية لمن يسجلون طلباتهم أولًا.

التقدم لأكثر من جهة جامعية خارجية: من المهم أن يُرتِّب الطالب رغباته بينه وبين نفسه، ولا يختصرها في وجهة واحدة؛ حتى لا يُصاب بالصدمة في حالة رفض القبول، وفي ذلك يجب مُراسلة أكثر من جهة، ولن يضر الطالب شيء في حالة تحقق القبول من جانبها جميًعا، بل على العكس سيكون أمامه خيارات كثيرة يستطيع أن ينتقي منها الأفضل، ومن خلال التشاور مع ذوي الخبرات، وجدير بالذكر وجود مراكز تقدم خدمات القبولات الجامعية في دولنا العربية الحبيبة، وتنتشر مواقعها على شبكة الإنترنت، ويمكن البحث عنها، والتعامل مع جهة لها مصداقية، مثل موقع مبتعث، والذي يعمل في هذا المجال منذ فترة كبيرة، ولديه علاقات مُتشعِّبة تُساعد في تأمين القبولات الجامعية بسلاسة.

التعامل بذكاء عند المقابلة الشخصية: كثير من الطلاب يتلعثمون في المقابلة الشخصية، وذلك قبل الحصول على التأشيرة، وهي أحد الاعتبارات المهمة، والتي على أساسها يتم منح التأشيرة، ومن المهم بداية أن يكون الطالب مُتقنًا للغة الدولة المراد السفر إليها، وثانيًا يحاول قدر المُستطاع أن يُجيب عن الأسئلة الموجهة، ويبلورها جميعًا في وجهة واحدة تتمثل في الرغبة الدامغة في التعلم واكتساب الخبرات في مجاله، وذلك من بين نصائح التخطيط للدراسة في الخارج، والواجب مُراعاتها.

الرغبة في تعلم الجديد: من بين النصائح الغالية فيما يتعلق بالتخطيط للدراسة في الخارج أهمية أن يتَّسم الطالب بروح المُشاركة، والرغبة المستمرة في تعلُّم كل ما هو جديد في مجال تخصصه، أو ما يرتبط بذلك بشكل غير مباشر؛ فهو سفير لوطنه في دول الخارج، وحال عودته سيُسهم في تحقيق نقلة نوعية؛ تساعد في تجاوز السلبيات والإشكاليات التي يُعاني منها بنو وطنه، وعلى حسب مجاله.

مقالات ذات صلة