ثقافة
06.10.21

القطاع الخاص في ليبيا...مبادرات وأحلام بغد أفضل!

في السنوات الأخيرة، ورغم ظروف البلد المترنح، برز القطاع الخاص في ليبيا، بشكل ملحوظ جداً. أعمال ومشاريع خاصة، معظمها تحت إدارة الشباب، لمعت في المشهد، وكانت كالشمس التي لم يقربها الغربال. هذه النهضة ساعدت في توظيف الآلاف، من الباحثين عن عمل، ولهذا أقيم مجدداً معرض طرابلس للتوظيف، بفندق المهاري. يمكننا القول إن المعرض كان في غاية الروعة، حيث استفاد الحاضرون من ورش عمل خاصة بالتوظيف، وكيفية تعلم المهارات المطلوبة في مكان العمل، إضافة إلى تقنيات البحث عن وظيفة.

وفي مقابلة مع المؤثرة الليبية، وخبيرة التسويق، دعاء صقر، التي كان لها دور أساسي في المعرض، كمتحدثة رسمية. قامت دعاء في حديث معي بالإجابة على أكثر الأسئلة المطروحة من الشباب الليبي، حول مستقبل القطاع الخاص.

ما هو دور القطاع الخاص في دعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل؟
بصفة عامة وفي الوضع الحالي خاصة، القطاع الخاص يوفّر في فُرص عمل كبيرة جداً ومُتنوّعة وأعتقد لن أخطئ لو قلت احترافية أكثر عن غيره من القطاعات والشركات العامّة للأسف، خاصةً للموارد البشرية التي تبحث عن خبرة حقيقية وخوض تجربة فعّالة في سوق العمل.

ما هي التحديات التي تواجه القطاع الخاص في ليبيا؟
القطاع الخاص بمؤسساته وشركاته كغيره من القطاعات لديه مساوئ وعيوب، وأعتقد ان أحد العُيوب والتي تمثّل تحدّيات كبيرة للقطاع الخاص هو الحصول على ثقة العامة من الموارد، التي تنظر للقطاع الخاص على أنّه قطاع قد يستغل قدراتهم ويسيء تقدير مجهوداتهم. أعتقد على القطاع الخاص أن يكون في أعلى مستويات الاحترافية وأن يعمل على كسب ثقة الموارد لضمان استمرار الإقبال على العمل معه.

في رأيك كيف يؤثر معرض طرابلس للتوظيف على مستقبل الشباب والعمل؟
التّأثير شفناه العام هذا عن فعاليات سابقه من ثلاث سنوات تقريباً، الإقبال هذا العام أكبر بكثير، ثقة النّاس في هذا النوع من المعارض زادت أكثر، واهتمامهم بتطوير ذاتهم أصبح أكبر وأوضح، العام هذا فعاليات المُلتقى كان ليها صدى كبير، حتى أن بعض المتقدّمين والمهتمّين لم يتمكنوا من دخول الهوتيل للأسف ونتمنى انّهم يتوفقوا في المرّات القادمة.

ما هي المدن الليبية الأخرى التي يطمح المشروع في الوصول إليها؟
كهذه فعاليات أتمنى أنها لا تغيب عن مُدن ليبيا الكُبرى، بنغازي مصراتة، وبذلك نسهّل وصول كل المهتمّين إلى فرصهم التّي ستتاح من خلال هذه الفعاليات.

احكيلنا على تجاربك الخاصة مع هذه المعارض؟
الكل يعرف أن عندي تجربة إيجابية، وحاولت نشر قصّتي والتّنويه عليها من خلال ستوري في منّصتي الخاصة على سناب تشات وذلك لتشجيع الشّباب على التّقديم للوظائف واقتناص فرصتهم، زي ما اني درت في الـ2018 في الملتقى الأوّل للتوظيف Job fair، قدّمت على وظيفتين في الملتقى الأوّل إحدى الوظائف كانت administration assistant في مجموعة تداول المالية، والحمد لله تحصّلت على قبول مبدئي، ومن بعد تواصلوا معاي قسم الموارد البشرية لمُقابلة ثانية وفعلاً توظّفت، ومن بعدها خضت تجربة العمل الاحترافي والحمد لله منها للارتقاء في السُّلّم الوظيفي.

من زائر للمعرض لضيف شرف، كيف تغيرت حياتك من آخر حضور ليك للمعرض منذ سنوات؟
لكُل مُجتهد نصيب وانّك تؤمن بنفسك وتعرف قيمتك هذا شيء مهم جداً، لأنّه من خلال إيمانك بنفسك حتتمكّن من صنع فرصة لنفسك ومن هني تبدأ الخطوة الأولى..
من بعد فرصة عمل احترافية تحصّلت عليها في المعرض كما سبق وذكرت، حاولت نطوّر من نفسي ونرتقي بنفسي في السُّلم الوظيفي بشكل سريع. فكنت نشتغل في أعمال أخرى في وقت فراغي بالإضافة لحضور عدد من الكورسات التدريبية وورش العمل اللي من شأنها تساعدك في تطوير نَفسِك على الصّعيد العملي والعلمي، والحمد لله قدرت نشوف نتائج اجتهادي وتأثيري على نفسي، و بهكي قادرة اليوم نأثّر في النّاس حواليا كمؤثّر على منصات التواصل الاجتماعي في السوشيال ميديا..
وسعيدة جداً بحصولي على أكثر من دعوة شرفية من شركات مُشاركة، سبق وان اشتغلت فيها او تعاملت معاها في مجال الإعلانات من خلال منصّاتي.

ما هي أكبر التحديات الي تواجه الشباب الليبي الباحث عن عمل في هذه الفترة؟
ليبيا أرض خصبة جداً للعمل آية، وللأسف المعلومة هاذي غايبة على اغلب الشباب، كُل المشاريع في ليبيا قادرة تنجح فقط بالتّخطيط الصحيح والكل حيقدر يلقا وظيفة لو عرف كيف يصنع فرصة لنفسه.
لذلك المعرفة ولا شيء غير المعرفة. على الجميع ان يتسلّح بالمعرفة، ولمّا نذكر المعرفة يعني المعرفة في كل المجالات، وغيرها لا وجود لتحدّيات إلا التّوفيق من عند الله بعد التّوكّل عليه.

هل يؤثر المشهد السياسي القائم على الاستقرار الوظيفي للبلاد؟
اعتقد جازمة انّ له دور كبير، استقرار سياسي يعني استقرار أمني، يعني ازدهار اقتصادي، والازدهار الاقتصادي يجذب المُستثمرين وروّاد الأعمال والشّركات وبذلك يصبح فيه مُنافسة وتنوّع أكبر وبالتّالي حاجة لموارد بشرية أكثر في مجالات عدّة..
نسأل الله السّلامة والأمن والأمان لبلادنا وان يكون القادم أفضل ان شاء الله.

بصفتك خبيرة في مجال التوظيف والعمل وعرفتي بأنك تقدمي نصائح للباحثين عن عمل ورحلتهم بعد ذلك، أعطي للقراء، نصائح للفوز بوظيفة الأحلام، والأهم كيفية الحفاظ عليها بعد ذلك؟
خبيرة هذي كلمة أكبر من معرفتي المتواضعة آية...
نقدرو نقولو مُهتمّة بكل ما يخص التّوظيف، وكوني مهتمّة وصاحبة معرفة وخبرة متواضعة جداً نصيحتي ان كل حد ضروري يكون مؤمن بنفسه وعارف نفسه شن يبي ويحدد توجهه، بعدين يتوكّل على الله ويطوّر من نفسه ويتسلّح بالمَعرفة وبناء علاقات اجتماعية جيّدة، ومُتابعة كل الفعاليات المُفيدة زي ملتقى التّوظيف وما شابهه.

نسيان الخوف من الخطأ ومن الفشل، لأنّه بطبيعة الحال مفيش نجاح بدون عثرات ووقوع ونُهوض من مرّة لأخرى. وبعد الحصول على وظيفة الأحلام، هذه ليست النّهاية، الشّخصية النّاجحة تستمر في تطوير ذاتها والارتقاء بنفسها كل يوم للأفضل، لأن موظّف اليوم هو مدير الغد. فالمحافظة على الوظيفة ليست مُهمّة بقدر ما بناء سمعة وصيت طيّب والمُحافظة عليه في سوق العمل مهم.

مقالات ذات صلة