تطوّع لخمد الحرائق فقتل بالخطأ...

القصة الكاملة للمتطوّع الجزائري جمال بن إسماعيل

الجميع شاهد الحرائق الهائلة التي هبّت في أرض الجزائر خلال شهر اغسطس الماضي من العام الجاري، وكيف ابتلعت النيران الأشجار والغابات وطالت الأحياء السكانيّة وحصدت أرواح الناس والسكّان، وهبّ الجميع من أبناء الشعب الجزائري والدول المجاورة للمساندة والمساعدة من خلال أطقم الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ والطواقم الطبيّة بالإضافة إلى المؤسسات التطوعيّة والخيرية المختلفة.

من هو جمال بن إسماعيل؟
هو شاب جزائري من مدينة (مليانة) في ولاية عين دفلي الجزائرية، في الثلاثينيات من عمره، يعرفه الجميع من خلال حبّه للرسم والموسيقى والذي ينشرها عبر قنواته على منصّات التواصل الإجتماعي.

بداية الحكاية...التطوّع من أجل الوطن
مع بداية نشوب الحرائق في بلاد الجزائر والتي هبّ لها العالم أجمع والتي طالت الحرث والماشية والأغنام حتى وصلت إلى المنازل والبيوت وبدأت في حصد أرواح الأبرياء من السكّان والنّاس، هبّ (جمال) للمساعدة والتطوّع من أجل وطنه وأهله وبلاده مُعلناً ذلك عبر صفحته على تويتر قائلاً فيها أنه سيسافر ويخرج لمسافة تزيد عن 322 كم من منزله في مدينة مليانة لمساعدة أصدقائنا في مكافحة الحرائق ودعم طواقم الدفاع المدني والأطقم الطبيّة.

ذهب جمال بالفعل ووصل بسلام إلى ولاية "تيزي وزو" بؤرة نيران الحرائق في الجزائر وساهم في إطفاء الحرائق وخرج في فيديو مصّور ومسجّل خلال عملية الإطفاء موجهاً كلمته لأبناء بلاده ووطنه.

ذهب ليتطوّع فُقتل...نهاية الحكاية الصادمة
في 11 اغسطس / آب انتشر تسجيل فيديو مصوّر يظهر فيه "جمال بن إسماعيل" وهو يتعرّض للضرب حيث اشتبه به زوراً بعض السكّان والأشخاص بأنه من يقوم بإفتعال الحرائق في تهمة يلمؤها البهتان والزور وهاجمه السكّان وعذبوه وضربوه وأحرقوه لينتهي به المطاف برمي جثته في ساحة القرية لتنتهي حكاية بشكل مأساوي ومروّع لم يكون يتوقعه أبداً.

صدمة في الجزائر بعد قتل وحرق شاب زعم قاتلوه أن له صلة بحرائق الغابات

قصّة الاعتقال:
ذكر وكيل الجمهورية أن المأساة بدأت عندما قامت مجموعة من الأشخاص باعتقال 3 رجال، كانوا على متن سيارة بعد الاشتباه بهم بأنهم متورطون في حرائق الغابات وأن الاعتقال لم يكن على أيدي الشرطة.

لكن المجموعة نفسها هاجمت مقرّ الشرطة وسحبت أحدهم، وهو جمال بن إسماعيل، واعتدت عليه بالضرب ثم حرقوه بالنار.

الفيديوهات المنتشرة أظهرت أن سحب الضحية تم من داخل سيارة للشرطة أمام المركز الأمني، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح ثم تمّ سحبه إلى وسط الساحة، ليقوم آخرين ممن ليس لديهم رحمة أو إحساس بالتقاط صور "سيلفي" مع ما تبقى من جثة شهيد التطوّع والانسانية بعد حرقه ونشرها على مواقع التواصل.

تصريحات أهل الضحيّة :
طالب والد الضحية من الشعب الجزائري عدم خلق الفتنة، مشددا على أن منطقة القبائل (حيث قُتل جمال) تجمع الجزائرين من مختلف المناطق والولايات،وأنه ليس كل سكانها من قاموا بالجريمة بل فئة صغيرة وأنه يجب عدم أخذ السكان بجريرة هؤلاء المجرمين.

رحم الله جمال وأسكنه الله فسيح جناته وتقبله من الشهداء

مقالات ذات صلة