التنمر الإلكتروني وأثره على الفرد والمجتمع

التنمر الإلكتروني وأثره على الفرد والمجتمع

كثيراً ما أصبحنا نسمع عن مصطلح "التنمر" سواء في المدرسة والشارع والتجمعات وأيضاً في المنزل وبين الأصدقاء! هذا التنمر الذي تحوّل من شكله الاعتيادي والطبيعي إلى الشكل الإفتراضي ليصبح أحد الأمراض الالكترونيّة الخطيرة المؤثرة خصوصاً على السوشيال ميديا، لذلك علينا في البداية أن نفهم ماهو التنمر الإلكتروني وما آثاره وكيف الحدّ منه.
تعرّف منظمة الامم المتحدة للطفل والأم (اليونسيف) التنمر الإلكتروني على أنّه تنمر باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المستهدفين به أو تشويه سمعتهم.

كيف يمكنك معرفة الفرق بين المُزاح والتنمر الإلكتروني؟
تقول منظمة اليونيسف في دراسات لها أنه يمازح جميع الأصدقاء بعضهم البعض، ومع ذلك يصعب أحيانًا معرفة ما إذا كان شخص ما يتسلى أو يحاول إيذائك، تحديدًا عبر الإنترنت. أحيانًا، سوف يحاولون إخفاء ذلك بالضحك قائلين "أنا أمازحك فقط" أو "لا تأخذ ذلك على محمل الجِد".
ولكن إن شعرت بالأذى أو تعتقد أن الآخرين يتنمرون عليك وليسوا يمازحونك، فهذا يعني أن المزاح قد تجاوز حدوده، وإذا استمر ذلك حتى بعد أن طلبت من الشخص التوقف وما زلت مُتضايقًا من ذلك، يمكن تسمية ما تتعرض له بالتنمر، وعندما يحدث التنمر الإلكتروني، قد ينتج عنه لفت انتباه غير مرغوب فيه من مجموعة واسعة من الأشخاص ومنهم غرباء، أينما يحدث ذلك، إذا لم تكن راضيًا به، لست مضطرًا إلى احتماله، سمِه ما شئت – عند شعورك بالضيق وعدم توقف ذلك، فالأمر يستوجب الحصول على المساعدة.
لا يقتصر إيقاف التنمر الإلكتروني على كشف المتنمرين فقط، بل يتعلق أيضًا بإقرار أحقية الجميع بالحصول على الاحترام -عبر الإنترنت وفي الحياة الحقيقية.

ما هي آثار التنمر الإلكتروني؟
عند حدوث التنمر الإلكتروني قد تشعر كما لو أنك عُرضًة للهجوم في كل مكان حتى داخل منزلك قد يبدو الأمر بلا مفر وقد تستمر التأثيرات لـأمٍد طويل كما تؤثر على الشخص بعدة طرق:
1) عقليًا - الشعور بالضيق والحرج وحتى الغضب
2) عاطفيًا - الشعور بالخجل أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي تحبها الإنهاك
3) جسديًا ( الارق)، أو المُعاناة من أعراض مثل آلام المعدة والصداع قد يؤدي ذلك إلى امتناع الأشخاص عن التحدث أو محاولة التعامل مع المشكلة. كما أنها قد تؤدي إلى الشعور بتدني احترام الذات والتعرض للمشاكل الصحية والتأثيرات السلبية على التحاق الطلاب بالمدارس والتحصيل الدراسي. قد يؤثر التنمر الإلكتروني علينا بعدة طرق، ولكن يمكن التغلب على هذه الآثار واستعادة الثقة.

أشكال التنمر الإلكتروني
مع اتساع استخدام الشبكة المعلوماتية ( الإنترنت ) في مختلف المعاملات ودخول جميع فئات المجتمع إلى قائمة المستخدمين، بدأ في الظهور التنمر الإلكتروني وتطور مع الوقت وتعددت صوره، من أشكال وصور التنمر الإلكتروني:
1- رسائل التهديد التي تصل من مصدر مجهول إلى البريد أو الحساب الشخصي في تطبيق ما وتكرار الفعل.
2- التعليقات غير اللائقة اجتماعياً وأخلاقياً على صورة خاصة، أو مقال أو فيديو منشور على الإنترنت وتداوله بين أوساط المجتمع.
3- التصوير من غير علم الطرف الآخر ونشر صوره على وسائل التواصل المختلفة بهدف إلحاق الإيذاء به.
4- نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الطرف الآخر في وضع لا يرغب للآخرين في مشاهدته.
5- نشر شائعة أو معلومات عن الطرف الآخر بهدف الإساءة أو تشويه السمعة.
6- حقوق الملكية الفكرية وتخريب المعلومات وسوء استخدامها.
7- التجسس من خلال تطبيقات صممت بهدف اختراق الخصوصية.
8- الدخول الغير مصرح وغير القانوني للشبكات بهدف الإساءة للآخرين.
9- التحرش والابتزاز من خلال قنوات التواصل الإلكترونية المتعددة.
10- الاتصال الهاتفي من طرف معروف أو مجهول يقوم فيه بنشر شائعات عن طرف آخر يهدف من خلاله إلى الإضرار بالآخر وتشويه سمعته.
11- انتحال الشخصية، ونشر مشاركات إلكترونية مختلفة تسيئ للآخرين.
12- التحايل وتسريب معلومات لا يرغب الطرف الآخر مطلقاً في اطلاع أحد عليها.
13- النبذ أو الاستبعاد الإلكتروني ويحدث عندما لا يرد شخص ما على رسالة إلكترونية أو فورية بالسرعة المتوقعة.

الحد من التنمر الإلكتروني؟
بعدما قرأنا وتعرّفنا على التنمّر الالكتروني وأشكاله وأثره وأصبحنا على معرفة قريبة منه وحاولت خلال كتابتي لهذا المقال أن تكون المعلومات مبنيّة على دراسات من منظمات ومؤسسات مختصّة كمنظمة الامم المتحدة ومنظمة الامم المتحدة للأم والطفل ( اليونسيف ) والأطباء والمختصّين في هذا المجال، ولكن يبقى السؤال كيف يمكن الحدّ منه ومكافحته.
أضع هنا بعض الأفكار التي أجدّ أنه تساعد في الحدّ من التنمر الالكتروني ومكافحته داخل مجتماعتنا لا سيما المجتمع الليبي.
1- التوعية المجتمعيّة بالآثار السيئة للتنمّر عن طريق المدارس والجامعات والمساجد وتوضيح رأي الدين الاسلامي فيه.
2- التوعية عبر وسائل مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الأفلام والفيديوهات القصيرة التوعوية.
3- فرض رقابة وغرامات على من يمارسون التنمر الالكتروني على شبكات التواصل وتجريمها قانونياً والكترونياً ومعاقبة فاعليه.
4- اطلاق مبادرات شبابية ومجتمعية عن طريق الندوات والمحاضرات تعرّف بالتنمّر وكيفية التعامل معه وتفادي أضراره وإيقافه ومعالجة المتنمّرين نفسياً واجتماعياً.
5- عمل مسح مجتمعي ودراسات عن الاسباب التي تؤدي للتنمّر الالكتروني والدافع وراءها ومعرفة كيف مكافحتها.

مقالات ذات صلة