ثقافة
07.02.22

تعرّف على مواقع التراث العالمي في ليبيا

من المعلوم أن هناك ما يعرف بمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتراث (اليونسكو)، وهي منظمة تتبع هيئة الأمم المتحدة تختص في مجالات الأبحاث العلمية، والتعليم، والثقافة، والحضارات، والتراث الحديث والقديم. كما أن لليونسكو مواقع عالمية مدرجة رسمياً ضمن قائمتها، وتصنّف بأنها مواقع عالمية لها قوانين واحترام دوليّ خاص، تتعهّد بحمايتها، والحفاظ عليها من قبل الدول ولجان اليونسكو في كل دولة وقُطر .

لكن هل تعلم ما هي المواقع التي سجلتها واعتمدتها اليونسكو رسمياً في ليبيا كمواقع تراث عالمية؟ في هذا المقال نستعرض معكم أهم هذه الأماكن ونتعرف عليها سوياً.

 

1-  آثار لبدة الكبرى

لبدة الكبرى مدينة من مدن الشمال الأفريقي الكبرى السابقة، وتقع على الساحل المتوسطي عند مصب وادي لبدة، الذي يكوّن مرفأً طبيعياً على بعد 3 كيلومترات شرقي مدينة الخمس، التي تبعد 120 كم شرق مدينة طرابلس عاصمة ليبيا. كانت المدينة من أبرز مدن الشمال الإفريقي في عصر الإمبراطورية الرومانية، وسجّلت ضمن مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو عام  1982.

2-  مدينة صبراتة الأثرية

صبراتة هي مدينة ليبية كان اسمها عند اليونانيين "لبروتون بولس كاي ليمن: أيّ ميناء ومدينة لبروتون" وعرفت بعد فترة باسم "صبراتة".

وَصَف آثار صبراته الكثير من الرّحالة الأوروبييّن في القرن التّاسع عشر، مثل "بارت" الذي تحدّث عن المسرح والأعمدة والأقواس. وقد رأى أيضاً رصيف الميناء وتمثالين من الرّخام، أحدهما لامرأةٍ ذات جسمٍ متناسقٍ. كما وصفها الرّحالة "فون مالتزان" ووصف المسرح الدائري والتّماثيل والميناء وبعض الأبنية البيزنطيّة المتأخّرة. ومع الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 م، قرّرت الحكومة الإيطالية تكليف بعثةٍ من كبار المؤرّخين وعلماء الآثار بالبحث عن الآثار الرّومانية بصبراته وغيرها من المُدن اللّيبية.

وبدأت الحفائر المُكثّفة بصبراته من سنة 1923 إلى 1936، وأدّت إلى اكتشاف وترميم معظم مباني وشوارع ومسرح ومدافن المدينة القائمة حتّى الآن وبها المسرح الكبير التي تقام فيه بعض الحفلات الموسيقية سنوياً.

3-  مدينة شحات الأثرية

تسمى هذه المدينة "قورينا" أو "سيرين"، وهي من أجمل مدن ليبيا تاريخاً وحضارة، بل وأصبحت من أحد أجمل عشر مدن في العالم العربي، حيث تحتل المرتبة الثالثة كأفضل معلم أثري سياحي من بين أكثر من 160 مدينة في العالم شاركت في معرض لندن . وتقول أسطورة إغريقية أن اسم "سيرين" جاء من اسم حورية شاهدها أبولو وهي تقتل أسد بيديها، أما التسمية الحالية "شحات" أطلقت عليها بسبب شح المياه حيث كانت توجد بها عيون نضبت فيها المياه لذا كانت تعرف بالعيون الشاحات، ثم أُختصر الاسم إلى شاحات ثم حرف إلى الاسم الحالي "شحات".

4 – جبال أكاكوس

يوجد في أكاكوس مجموعة مختلفة من المناظر الطبيعية، من الرياح الرملية الملونة إلى الأقواس الصخرية والأحجار الضخمة إلى الوديان، من أهم المواقع في المنطقة قوس "افازاجار" وقوس "تن خلجة"، ورغم أن المنطقة من أشد المناطق القاحلة في الصحراء الكبرى إلا أنه يوجد بها بعض النباتات مثل نبات "الكالوتروبيس". وتشتهر المنطقة بكهوفها القديمة، كما أنها غنية بمجموعة المنحوتات واللوحات المرسومة على الصخر سجلت في اليونسكو عام 1985 بسبب أهمية هذه اللوحات والمنحوتات والتي يعود تاريخ بعضها إلى 21,000 عام. والتي تعكس ثقافة وطبيعة التغيرات في المنطقة. اللوحات والمنحوتات هي لحيوانات مثل الزرافات والفيلة والنعام والجمال وأيضاً مجموعة من الناس والأحصنة، صور رجال تصور مواضح الحياة المختلفة للإنسان القديم مثلاً في حالة عزف الموسيقى والرقص.

5-  مدينة غدامس

غدامس مدينة ليبية تقع قرب مثلث حدود ليبيا مع كل من تونس والجزائر في الجزء الغربي من البلاد،غدامس هي واحة نخيل، سكانها 25 ألف نسمة، ويقال لها مدينة القوافل لمحطتها الرئيسية من الزمن البعيد، وتعد من أشهر المدن على خط التجارة بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى ولها علاقة تاريخية مزدهرة في التجارة مع تمبكتو في مالي.

ترتبط مدينة غدامس بالعاصمة طرابلس بطريق بري يمتد لمسافة 600 كم ويمر تحت جبل نفوسة وهي السلسلة الجبلية الممتدة من الخمس إلى نالوت ويوجد بالقرب من المدينة مهبط للطائرات (مطار محلي) تربطها رحلات دورية مع مدينة طرابلس وسبها. وصنّفت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" غدامس القديمة مدينة تاريخية ومحمية من قبل المنظمة، وقد كانت غدامس قديماً واحدة من أشهر المدن الأفريقية الشمالية التي لعبت دورا تجارياً مهماً بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى بكونها محطة للقوافل، ودخل الإسلام غدامس سنة 44 هجرية على يد الفاتح الصحابي عقبة بن نافع الفهري.

وفي عام 2020 تلقت اليونسكو من مدير مركز التراث العالمي طلب رسمي بإدراج ثلاثة مواقع جديدة في ليبيا إلى قائمة التراث:

 

6-  آثار قرزة

مدينة أثرية ليبية عرفت بكونها مركزاً حيوياً وشريان اتصال بين جنوب وشمال أويا. تقع على بعد ساعتين ونصف جنوب شرق طرابلس، و130 كيلومتر جنوب شرق مدينة بني وليد ضمن نطاق شعبية سرت. وتقع في الجزء الشمالي من وادي قرزة، بين الحصنيين الرومانيين الكبيرين، حصن أبي نجيم وحصن القريات الغربية، وعرفت كونها مركزاً تجارياً وزراعياً على طريق القوافل بين جنوب ليبيا وشمالها خلال القرنين الرابع والخامس الميلاديين، كما احتوت عدداً من سدود المياه. يعتقد أن ظهور قبيلتي لوساي ولواتة في أواخر القرن الرابع الميلادي وبدايات القرن الخامس الميلادي قد عجّل بانهيار هذه المستوطنة.

7-  آثار طلميثة

طلميثة بلدة صغيرة في شمال شرق ليبيا تبعد عن مدينة المرج 20كم شمالاً. المدينة القديمة بها تأسست في القرن السادس قبل الميلاد تحت اسم بطولومايس الذي حُرّف ليصبح كما هو الآن . وكانت مرسى للسفن والقوارب لمدينة بارشي المرج حالياً، وهي مركز جميل بين البحر والجبل والغابات ، وهي إحدى المدن الخمس الليبية التاريخية، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية بالمنطقة. من اثارها : المدافن البطلمية، الصهريج العظيم، المسرح الروماني.

8-  هوا فطيح

هو كهف كارستي كبير يقع في برقة في شمال شرق ليبيا. كان هذا الموقع ذا أهمية للبحث في التاريخ الأثري الأفريقي وعصور ما قبل التاريخ البشري الحديث تشريحاً لأنه كان محتلاً خلال العصر الحجري القديم الأوسط، والعليا، والعصر الحجري الأوسط، والعصر الحجري الحديث، ويعود تاريخ وجود الإنسان الحديث في الكهف إلى 200,000 سنة مضت. يصف مصطلح 'هوا' بنية كهفية نموذجية للمنطقة الساحلية المحلية, والتي تشكلت في شكلها الحالي من خلال عمليات تآكل البحر خلال المرحلة المبكرة من العصر الجليدي.

هل زرت هذه الأماكن من قبل؟

حدثنا عنها أكثر من خلال صفحتنا عبر الفسبوك.

مقالات ذات صلة