رياضة
14.02.24

أنا أتشارك 'كان كوت ديفوار 2023' معك

على أصوات أناشيد البلدان المشاركة في كان 2023 في كوت ديفوار، كأس الأمم الإفريقية حيثُ ينتظر عامة الشعب الإفريقي هذه البطولة لمشاهدة الكم الهائل من المواهب المدفونة في مُدن القارة وأنديتها، انطلق الكان وانطلقت معها معاناة الشعوب حيثُ التعصب للمنتخبات يُعد أهم ما يتميز بهِ شعب هذه القارة العظيمة، تحت اصوات الفخر والاعتزاز بأناشيد بلدانهم تدور الكرة في ملاعب كوت ديفوار التي استضافت أهم بطولة في قارة إفريقيا حيثُ مناجم الذهب والألماس والمواهب التي تظهر مع منتخبات بلدها.

#اقتباس

يقُول فيثنتي كالديرون رئيس نادي أتلتيكو مدريد:

"كرة القدم مناسبة لكيلا يُفكر الناس بأشياء أخرى خطيرة جدًا"

استعدت المنتخبات الإفريقية لهذه البطولة من أجل الظفر باللقب، الكل تأهب واستعد وحمل راية بلده متجهًا نحو كوت ديفوار محتضنة البطولة التي استعدت هي الأخرى جيدًا بصفتها المستضيفة، ثمانية ملاعب كانت مجهزة لاستقبال المنتخبات الإفريقية في أهم بطولة قارية، تحت درجة حرارة عالية جدًا في بلد الفيلة واجهت المنتخبات الإفريقية مصاعب ومآسي بسبب الطقس مما ظهرت بعض المنتخبات بمستوى متوسط جدًا ومنها المنتخبات العربية، وفي جهة أخرى امتعتنا منتخبات أخرى بحضورها القوي وشغفها بكرة القدم حيثُ جآت من أجل شعبها تقاتل في الكوت ديفوار من أجل البطولة الأعظم في قارتنا العظيمة.

المنتخبات العربية  

في ضوء اهتمام عرب إفريقيا بمنتخباتهم وتحفيزهم ودعمهم لبلدانهم حتى صار العرب يشجعون بعضهم في المحافل الافريقية والعالمية وكأن الحدود غير متواجدة وهذا ما تفعله كرة القدم، الترابط بين الشعوب إما يزيد أو ينقُص لكن هذه المرة زاد كثيرًا رغم البطولة السيئة التي لعبتها المنتخبات العربية في بلاد الفيلة، كانت البطولة قد ودعت العرب مبكرًا حينما ظهروا بمظهر سيء في ملاعب الكان لتقل الطيارة الجميع عائدين إلى اراضيهم متحسرين على ما حدث في كوت ديفوار. 

المنتخب الجزائري والمنتخب التونسي ودعا البطولة من دور المجموعات ولم يتأهلَ حتى من أفضل ثوالث في البطولة، صورة سيئة ظهر بها المنتخبين ليسجلا مشاركة سيئة ستبقى في أدهان الجزائريين والتونسيين كثيرًا بعد أن كان الحلم كبيرًا ما قبل ان تنطلق البطولة لكن الواقع أكد أن المنتخبين لم يتواجدوا في الكوت ديفوار من أجل المنافسة على اللقب بل هي مجرد مشاركة تسجل في تاريخ البلدين وفقط. 

 

أما بخصوص منتخبي المغرب ومصر فقد ودعا البطولة أيضًا من دور الستة عشر بعد تأهلهم إليه، المنتخب المصري تأهل إلى دور الستة عشر بمعجزة كبيرة حدثت في الجولة الأخيرة وبنقطتين فقط ليصلوا إلى هذا الدور، أما في مرحلة المجموعات فلم يكن المنتخب بذاك الأداء المبشر ليكون منافسًا على اللقب لكن أحلام المصريين تعالت رغم ذلك نظرًا للتاريخ الكبير للفراعنة في هذه البطولة، المغاربة تأهلوا متصدرين وسط اقناع كبير في الأداء والنتائج في دور المجموعات لهذه البطولة، لكن حلم المغاربة ارتطم بمنتخب جنوب افريقيا في دور الستة عشر ليودع أسود الصحراء الكان من هذا الدور وينتهي حلم التتويج باللقب. 

 

منتخبات مميزة 

اظهرت لنا هذه النسخة منتخبات تميزت بالأداء الجماعي وروح البلد الممثلين له، نبدأ بالحديث عربيًا عن منتخب المرابطون، منتخب موريتانيا بمدربه القُمري أمير عبدو تميزوا في هذه النسخة بتأهلهم إلى دور الستة عشر من مجموعة صعبة تواجد فيها المنتخب الجزائري، روح المرابطون ظهرت في ملاعب الكوت ديفوار ليسجل المنتخب مشاركة عظيمة بتأهله للمرة الأولى إلى دور الستة عشر وتنتهي هذه المشاركة في هذا الدور بعد مواجهتهم إلى منتخب مميز آخر اسمه الرأس الأخضر. 

منتخب الرأس الأخضر مميز آخر كان حلمه كبيرًا في هذه البطولة، تفنن هذا المنتخب في إذلال المنتخبات التي واجهته في هذه البطولة، من المجموعات إلى دور الستة عشر إلى ربع النهائي، لكن مواجهة جنوب افريقيا ودع المنتخب المتميز من ركلات الجزاء هذه النسخة التي تميز فيها كثيرًا لتكون مشاركة كبيرة لمنتخب الرأس الأخضر. 

ختام الكان  

في ملعب الحسن واتارا التي غطاه اللون البرتقالي بحضور كبير للنهائي الكبيرة بين ساحل العاج ونيجيريا، احتفاء كبير سبق صافرة الحكم كانت الكوت ديفوار تظهر فيه إرثها وتاريخها كما فعلت في الافتتاح، هذه المرة كان الأمر مغايرًا عن حفل الافتتاح، نهائي كانت فيه الكوت ديفوار متفوقة في اللعب الشوط الأول ومتفوقة بحضور جماهيرها الكبير أيضًا، رصاصة أولى أطلقها الفريق الذي دخل الشوط الأول مدافعًا، وهدف أول من ويليام في الدقيقة الثامنة والثلاثين أدخل الرعب والحسرة في قلب دروغبا في منصة الملعب وكل جماهير الكوت ديفوار التي شاهدت منتخب بلادها يهدر الفرص طيلة الشوط. 

الشوط الثاني لم يكن مغايرًا عن الأول، كانت نيجيريا تستقبل اللعب والكوت ديفوار تهاجم من كل مكان حتى جاء التعادل برأسية من فرانك كيسي، جيل ساحل العاج الحالي كتب عليه ألا يتحسر كثيرًا بالنظر إلى ما حدث في مرحلة المجموعات، هالر بعد معاناته مع مرض السرطان عاد وساعد منتخب بلاده في تحقيق عدة انتصارات، هدف ثاني من إمضائه في مرمى نيجيريا اعطى البطولة للكوت ديفوار صاحبة الأرض والجمهور لتنتهب قصة بطولة حققها بطل غير متوقع وهذه كانت رحلة كان كوت ديفوار 2023. 

مقالات ذات صلة