التسويق بالفيديو: "المونتاج يحتاج"

يستهلك الجمهور (من ضمنهم أنا وأنت) أكثر من 19 ساعة أسبوعياً في مشاهدة الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. إن دل هذا على شيء فهو أن الفيديو ثاني أكثر أنواع المحتوى استهلاكاً من قِبل الجميع!

قيام المنصات كـ Youtube و Tiktok على الفيديوهات بشكل أساسي، واهتمام منصات مثل: Instagram وFacebook كذلك بهذا الجانب من المحتوى لا يؤكد إلا أهميته وأن تجاهل التسويق بالفيديو لم يعد خياراً بعد الآن.

 يتحتّم على صانع المحتوى المحترف التمكّن من صناعة فيديوهات جذّابة ترفع من جودة وتنوّع محتواه. كما أن 68% من المسوّقين تعهّدوا باستخدام خاصية الفيديو على تطبيق LinkedIn لعام 2022، ترى هل ستستطيع اللحاق بهم؟

بالتأكيد! هذا المقال يوفّر لك نصائح فنّية تساعدك في عمل مونتاج يليق بما تقدمه من محتوى.

  •  النظام يوفّر عليك الكثير من الوقت: بعد التقاط الفيديو الذي تود تحريره، يمكنك البدء بتمييز المقاطع التي تدعم الرسالة التي تحاول توجيهها من خلاله. ويكمن ذلك بإدخال عناوين خاصة لكل ملف أو بإضافة نقاط إدخال وإخراج "In and Out points"  وهي عادة تبدو كـ الأقواس {}. سيساعدك هذا في حفظ الوقت وعدم تضييعه في مشاهدة فيديوهات لن تستخدمها في محتواك. 

  • احترف القص وكأنك شيف: أداتك الصديقة في عالم المونتاج هي أداة القص والاختزال. يجب أن تكون على دراية عميقة بكيفية استخدامها لأنها ستكون الوسيلة الأساسية لنحت تحفتك البصرية وجعلها الأفضل!

قص وحذف اللقطات لا يحدث بشكل عشوائي، فهو يقوم على أساس جمالي يجعل من المتفرج في انتباه مستمر وفي شوق لمعرفة ما سيحدث لاحقاً. لذلك راع أثناء عملية القص إزالة المقاطع المُملة وهو ما يُعرف بـ "Jump cuts".

أما الـ "cut aways" فهي تقنية فنية يمكن استخدامها لإضافة مقاطع جانبية لا تتحدث عن الموضوع الرئيسي والغرض الأساسي منها هو تهيئة المزاج ووضع المتفرج في سياق درامي جذّاب.

  •  اجعل من القـِصِّة، قِصَّة: ما قرأته للتو غريب ومحيّر، أعلم! ولكن هذه حقيقة لابُدّ من الانصياع لها عندما يتعلق الموضوع بالسرد القصصي البصري.

عندما نتحدث عن القصص، أول ما يتبادر لذهن الواحد منا هو حِكاية ألف ليلة وليلة التي حاكت شيئاً من الميلانكوليا حول عقولنا لا زال أثرها مستمراً حتى اليوم. يجب عليك إتباع خطى شهرزاد وهي تسرد الحدث تلو الآخر بشكل متناسق، غير أنك ستقوم بتطبيق هذا عن طريق خاصية الـ Overlay وهي ما يعرف بإضافة المقاطع فوق بعضها.

يعطي هذا طابعاً من الغنى في المحتوى ويضفي حبكة درامية قد تكون محتاجاً إليها لتوصيل الفكرة من الفيديو. لن يقتُلك شهريار إن لم تفعل، لكن حتماً ستقتُل المشاهدين من الملل! 

  • الألوان أكثر من مجرد مظهر: تعديل الألوان يعتبر جزءاً أساسياً لا يتجزأ من عملية تحرير الفيديوهات. لأن تأثيرها أعمق من المظاهر.

تلعب الألوان على العامل النفسي للمتفرج ومدى راحته أثناء مشاهدة المقطع. يمكنك استغلال هذا الشيء بتحديد ألوان معينة للمقاطع الطريفة وإضافة اللون البني أو الأسود والأبيض لمقاطع الـ flashbacks.

على الرغم من وضوح العملية إلا أنها ليست سهلة بتاتاً. دمج الألوان وتوحيدها لفيديوهات مختلفة هو أمر جلل عند البعض. لذلك إن لم تستطع القيام بهذا الجزء من المهمة، اتركه لشخص محترف.

  •  قنِن مؤثراتك: المؤثرات البصرية بمثابة بهار الطعام، لا غنى عنها، ولكن كثيراً منها لا يُطاق!

لا بأس بإضافة انعكاسات الأشياء أو تحويل بعض الأيقونات إلى 3D ولكن يجب أن تتناغم المؤثرات مع المقاطع المضافة لها، وإلا لن يكون لها أي أثر إيجابي في المونتاج.

لا تنس بأن زيادة المؤثرات تعني المزيد من الوقت والجهد في التعديل.

  • خير النصوص ما تناسق منها: لا غنى لنا عن النصوص التي يجب إدراجها في بعض المقاطع، كالأسماء أو الأوصاف. ولكن هذا لا يعني أنها يجب تكون ركيكة وخالية من الحياة.

في هذا الجانب من التحرير يتوفّر لديك العديد من الخيارات والقوالب النصّية الملفتة بألوانها والتي تتناغم بسلاسة مع حركات الفيديو وأحد أفضل البرامج التي توفر هذه الخاصية هو برنامج Adobe after effects.

  • استرح، صحح، انطلق: فور انتهائك من التعديل، لا تستعجل النشر. خذ استراحة قصيرة وأعد مشاهدة الفيديو، لأنه في معظم الأحيان ستكتشف وجود بعض الأخطاء وسترى الفيديو بمنظور مختلف كلياً.

ولا تنس بأن تنشر الفيديو بحجم صغير وجودة عالية، وهو ما يجعل فورمات 1080 HD ملائماً للجميع. هذه هي ثقافة العصر!

 آمل أن يكون هذا المقال قد أنار لك ولو درجاً في سُلم المونتاج.

مشوار الألف فيديو يبدأ بمقال!

 

مقالات ذات صلة