الاختفاء القسري - تدمير للأسرة والمجتمع

ما هو تعريف الاختفاء القسري؟

الاختفاء القسري مصطلح يستخدم لوصف الأشخاص الذين تم أخذهم ضد إرادتهم من أحبائهم ومجتمعهم من قبل القوات الحكومية (أو أولئك الذين يتصرفون بموافقة الحكومة)، ولم يتم رؤيتهم أو سماع أخبارهم مرة أخرى.

تم تجريم هذا الفعل بموجب القانون الدولي، حيث يشكّل انتهاكاً لاتفاقيات مثل: الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري (ICPPED)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)واتفاقية مناهضة التعذيب (CAT) التي يُعمَل بها عند حدوث الانتهاكات في حالة الاختفاء القسري.

لربما لم تكن تعلم أن ليبيا طرف في عدد من الاتفاقيات التي تحظر هذه الجريمة. ومع ذلك، فقد سمعنا جميعًا عن حالات لا حصر لها حيث تم إخفاء مئات أفراد قسريًا ولم نسمع عنها مرة أخرى. في هذا المقال نلقي نظرة على بعض الحقائق حول الاختفاء القسري والإرهاب الذي يلحق بالعائلات والمجتمع ككل جرّاء ذلك، للتحقق من إنسانيتنا وطرح أسئلة صعبة على أنفسنا حول سبب استمرار مثل هذه الأعمال دون رادع في بلدنا.

وفقًا لمنظمة العفو الدولية في المكسيك، تم الإبلاغ عن أكثر من 26000 شخص في عداد المفقودين أو المختفين بين عامي 2006 و2012. بينما في سريلانكا، تم تقديم حوالي 12000 شكوى من حالات الاختفاء القسري إلى الأمم المتحدة منذ الثمانينيات. أما في ليبيا، وعلى حد علمنا، لم يُحاسب أي شخص قانونيًا على تورطه في عمليات الاختفاء القسري. لا يزال المئات من الأفراد في عداد المفقودين بعد تعرضهم للاختفاء القسري من قبل جماعات شرعية وغير شرعية تابعة للحكومة على مدى السنوات العشر الماضية.

ووفقًا للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، كثيرًا ما يُستخدم الاختفاء القسري كاستراتيجية لنشر الرعب في المجتمع. لا يقتصر الشعور بالخوف وعدم الأمان الذي تولّده هذه الممارسة على أقارب المختفين المقربين فقط، بل يؤثر أيضًا على بيئتهم المحلية ومجتمعهم ككل.

كما يمضون في تسليط الضوء على بعض الآثار المتبقية من عمليات الاختفاء هذه، لا سيما على النساء والأسرة في النص الآتي: "المصاعب الاقتصادية الخطيرة التي تصاحب الاختفاء عادة ما تتحملها النساء في أغلب الأحيان، والنساء هن في أغلب الأحيان في طليعة الكفاح من أجل حل مشكلة اختفاء أفراد الأسرة. وبهذه الصفة قد يتعرضون للترهيب والاضطهاد والانتقام".1

أبرزت منظمة محامون ليبيون من أجل العدالة (LLFJ) ثلاث مجموعات رئيسية متأثرة بالجريمة:

1. الضحايا أنفسهم: يميل أغلب ضحايا الاختفاء القسري إلى أن يكونوا معارضين سياسيين وصحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومحامين وأفراد من الفئات الضعيفة.

2. أهالي المفقودين: كما تم تحديد عائلات المختفين كضحايا من قبل ICPED لأنهم يعانون أيضًا من الأذى ويعيشون في كرب، فتكون رحلة البحث عن أحبائهم بلا نهاية، وتجعلهم عُرضة للانتهاكات في سبيل بحثهم عن الحقيقة.

3. المجتمعات: لحالات الاختفاء القسري تأثير على المجتمعات ككل، فتتأثر المجتمعات بالجريمة التي تغرس الخوف في البيئة المستهدفة.

يحزنني واقعنا كـ ليبيين يعانون مثل هذا العذاب. هذا يقودني لطرح السؤال التالي...
إذا كان لديك سوء حظ باختبار تجربة الاختفاء القسري المريرة، لا سمح الله، ألا تريد أن يقاتل أحد من أجلك لمواصلة الضغط على الجناة للإفراج عنك؟ أحد لا يتخلى عنك أبدًا حتى يتم إطلاق سراحك؟

حسناً، يمكننا أن نكون ذلك الشخص بالنسبة لأحد المختفين حاليًا! يمكننا استخدام صوتنا بأي صفة نحملها، لإخبار أولئك الذين يواصلون ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة أننا لن نلتزم الصمت. لن ننسى أبدًا. ولن نتخلى عنهم أبدًا.

1* https://www.ohchr.org/Documents/Publications/FactSheet6Rev3.pdf

مقالات ذات صلة