صحة
11.05.22

العيادات النفسية الإلكترونية: وداعًا لبعبع الجنون!

 

أريكة حمراء مصنوعة من الجلد غير المريح، تعلن عن بداية رحلتك مع العلاج النفسي.. مشوار من البيت للعيادة، مظهر لائق مُشترط، وحجز مسبق يتوائم مع مواعيد طبيبك المزدحمة، ومحاولات جادة للتخفي لأن لا تكشف هويتك، مهابة أحكام المجتمع القاسية.

هذا ما كانت تبدو عليه فكرة زيارة الطبيب النفسي في أذهان الكثيرين، ومع أن هذه الصورة تكون مشوهة ومغلوطة في غالب الأحيان إلا أنها أحد الأسباب الرئيسية في عزوف البعض عن قرع أبواب العيادات النفسية متى ما احتاجوا ذلك.

أما اليوم وفي ظل التفشي المستمر لفايروس كورونا، يسير التوجه العالمي نحو توفير حياةٍ كاملة يمكنك خوض غمار تفاصيلها من المنزل، إذ بات الفرد منا قادرًا على العمل، الدراسة، التسوق، وحتى إجراء المعاملات عن بعد من خلال الإنترنت، وينطبق الأمر كذلك بالطبع على العلاج النفسي أيضًا.

مستلقية ببجامةٍ صفراء مزركشة، ووجهٍ خالي من المساحيق، في غرفةِ النوم على سريري تحديدًا.. ولست بحاجة لأكثر من هاتف، وانترنت جيد، لأحصل على حاجتي الكافية من العون والمشورة والدعم النفسي من أكبر الأطباء وأشهر الاختصاصيين، إذ بات خيار التشافي النفسي أيسر مع وفرة العيادات والتطبيقات الإلكترونية التي تُقدم نفسها بديلاً أسهل، وأوفر من العيادات المختصة التقليدية، ونعزوا الفضل في ذلك لحياتنا المعاصرة التي جادت علينا بالتساهيل.

 ويفضل الكثيرون اليوم أن يعرضوا مشاكلهم النفسية عبر شبكات الإنترنت، إذ تمنحهم التجربة حرية أكبر في التعبير عن حالتهم دون تحفظ كما قد يحدث في العيادات النفسية التقليدية.

إذ أظهرت دراسة حديثة أجريت بجامعة بريستول البريطانية ونشرت في مجلة  “ذي لانست” الطبية، أظهرت أن العلاج النفسي «عن بعد» يمكن أن يكون أكثر فاعلية وتأثيرًا على المريض من نظيره المباشر، وأن جلسات تشخيص وعلاج الاكتئاب، على وجه الخصوص عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة واعدة جدًا، سيما أنها تُثبت جدواها بشكل كبير، في وقت قياسي.

 أخيرًا إليكم بعض المواقع المتخصصة في العلاج النفسي الإلكتروني لدحر أي خوفٍ أو حرج قد تسببه زيارة الطبيب النفسي واقعيًا لك:

هو تطبيق ليبي متخصص في التطبيب عن بعد يُتيح لك التواصل مع فريق من الأطباء والخبراء والمختصين الليبيين حيث تهدف هذه التقنية إلى سد الفجوة المتزايدة في توفير الرعاية الصحّية ذات الجودة العالية في كافة أنحاء ليبيا وذلك بإستخدام الوسائل التقنية للتطبيب والتشخيص عن بُعد، وعلى رأس قائمة الخيارات التيسيرية التي يتيحها التطبيق تأتي خاصية التواصل مع الاخصائيين والمرشدين النفسيين والأطباء أيضًا.

وهو مركز تدريبي، يقدم جميع خدماته على الإنترنت في المجالات النفسية والاجتماعية والتربوية والأسرية وتطوير الذات وغيرها، تحت إشراف خبراء مختصين ومدربين معتمدين في هذه المجالات، من ميزات هذا الموقع أنه يمنحك خيار اختيار آلية التواصل مع المختص بالفيديو أو الصوت أو حتى المحادثة النصية. 

ما يميز هذا الموقع هو تقديمه للاستشارات النفسية بالمجان، بالإضافة على احتوائه على أقسام أخرى توفر مقالات مرتبطة بمواضيع المشاكل والاضطرابات النفسية واضطرابات الإدمان وغيرها، لكن لعل ما يعيبه هو اقتصار الاستشارات التي يقدمها هذا الموقع على الكتابية فقط، حيث يقوم الدكتور النفسي المسئول عن الموقع بالإجابة على الأسئلة كتابيًا فقط.

 

مقالات ذات صلة