قدّاش مرة كُنت تتصفّح الفيسبوك واستوقفك منشور ما بينما كُنت سارح وغير منتبه أساسًا؟ ما سألتش نفسك: علاش استوقفني هذا المنشور بالذات دون غيره؟ لو تركّز، حتلقى ان سبب وقوفك عليه هو انّه يتّصف بمحتوى بصري جذاب، سواء أكان تصميم، صورة فوتوغرافية أو حتّى فيديو، وهذا المحتوى البصري ولّد عندك الفضول انّك تقرأ شن وراء هذا المحتوى، ومنها انتقلت للنص وقريت الفكرة المطروحة.. هذه التجربة أغلبنا مر بيها، ونقدروا نقولوا ان ليها تفسير علمي واحد، ألا وهو: العين تشوف قبل ما تقرأ.
أثبتت الدراسات أن المُحتوى البصري فعّال بنسبة أكبر بكثير من أي نوع مُحتوى آخر، وان حوالي 90% من المعلومات الي يستقبلها العقل البشري تكون معلومات بصريّة، أي أن العقل عنده قابلية أنّ يحتفظ بالمعلومات البصريّة أكثر من المكتوب والمسموع حتّى، وهذه الطبيعة البشرية يتم استغلالها بشكل واضح وكبير في مجال التسويق الإلكتروني، بحيث أن المؤسسات أصبحت تعتمد بشكل أس اسي على المحتوى البصري للتسويق لنفسها على منصات التواصل الإجتماعي.
مسؤوليتك كــ صانع مُحتوى أنّ تكون مُلم بمجالات المحتوى المختلفة، والمُحتوى البصري هو أهم أجزاء تكوين المحتوى، لأن ببساطة المحتوى البصري هو الحافز والمساهم الأوّل في قراءة المتابع للنص المرفق للصورة، وعليه فإن قوّة المحتوى البصري حتحدد ما إذا كان المُتابع حيقرا النص أو لا، لأن المُتابع دائمًا ما يكون فضولي، وانت كصانع محتوى لازم تُثير فضول المُتابع بهدف يتحوّل إلى قارئ وتوصله فكرتك.
من الإلزامي على صانع المُحتوى أنّ يدمج نفسه في المجال البصري من ناحية نقديّة وذوقية، أي أنّه غير مسؤول عن تنفيذ الأفكار ببرامج التصميم ولكن مسؤول عن توصيل الأفكار إلى المُصمم أو المصور، ليكون التصميم مربوط بشكل وثيق بالفكرة المكتوبة ولا يخرج عن السياق أو يتم تصميمه بشكل مباشر واعتيادي، الشي إلي يخلي المحتوى مُمل وغير محفز للقراءة أو المتابعة. وبناءً على كل ما تم ذكر ه مُسبقًا، من المهم على الصانع والمُصمم أن يكونوا على تواصل مستمر حتّى يتمكن فريق المُحتوى الترويجي من إخراج أفكاره وإنتاجها في الشكل المناسب والمتكامل.
كيف تقدر تُكون صانع مُحتوى مُلم بالمجال البصري؟ هذا الأمر يحتاج لاجتهاد شخصي من صانع المُحتوى، ويتمثّل هذا الاجتهاد في أنّه يكون مُواكب لأحدث تقنيات التصميم الموجودة في ذاك الوقت، ومتابعة المنافسين وطُرق العرض الي يستخدموا فيها للتعريف بأنفسهم. أهم وأبرز النقاط في إنتاج المحتوى البصري هي الالتزام بالبساطة في العرض المرئي، أي أن تكون الأفكار المرئية منطقيّة للعقل البشري، مُريحة للعين، مش معقدة أو مُسببة للتشويش، أمّا عن ثاني أهم النقاط فهي إبراز الهويّة البصرية للمؤسسة وإظهار قيم وشخصية المؤسسة من خلال المحتوى البصري، هذا الشي يساعد في تثبيت القيم عند المُتابعين وتذكيرهم بيها في كُل منشور.
كيف تقدر تكون مُختلف عن غيرك من المؤسسات بصريًا؟ ولأن هادي وحدة من مهام ومسؤوليات صنّاع المحتوى، ألا وهي التأكد من اختلاف وتميّز المؤسسة عن غيرها من ناحية المحتوى، لازم صانع المحتوى يطلع خارج الصندوق ويفكر مرتين في كيف يصنع لنفسه خط واحد مختلف ومميز عن غيره، شن هي أنماط التصميم المناسبة الي ممكن تتوظّف ضمن محتوى المؤسسة، وبالتزامن مع هذا، يفضّل ان يكون صانع المحتوى سبّاق ومُواكب لأحدث أنماط التصميم، بهكي يقدر صانع المحتوى انه يتغلب على الملل والرتابة في عرض المحتوى، ولا ينسى ان يكون مُحتواه جذّاب من ناحية إختيار العناصر وتجميعات الألوان الحديثة.
العقل يعالج الصور والتصاميم والألوان أسرع بكثير من النصوص المكتوبة، ولا يمكن تجاهل الحقيقة هادي أثناء صُنع المُحتوى أو التخطيط له، ولأن العين تشوف قبل ما تقرأ، من المهم على مُجتمع صناع المحتوى أن يأخذ هذه الحقيقة في عين الإعتبار، وهذا من خلال العمل على مهاراتهم النقدية في المجال البصري، ومساعدة أنفسهم في تقييم الأعمال البصرية والفنية، بحيث يقدر صانع المحتوى أنه يعبّر عن أفكاره بطريقة أكثر تأثيرًا، سواء أكان نصيًا أو بصريًا.