يحشّم ويخوّف

في ظاهرة منتشرة هلبه عندنا في كلامنا و حتى في كتابتنا، مش مقبولة لا دينيا و لا حتى انسانياً، وبدت حاجة عادية جدا و طبيعية، و أغلبنا ما يعرفش خطورتها، ظاهرة هدي هي الطعن في الشرف . الطعن في الشرف للأسف كاثر هلبه عندنا، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي زي الفيسوك، فتلقى أكثر التعليقات وحتى المنشورات تتمادى وتطعن في شرف البنات و الشباب والعائلات بدون اي دليل، الشي هذا بدي عادي جداً ورخيص عندنا، كلام ما ليشي وزن وما ليشي قيمة، أي حد مش عاجبك فعله أو حتى شكله تبدأ تغلط فيه و تجبدله في شرفه وشرف أهله.

تعرفوا شنو اسمه الشي هذا في الدين ؟ تعرفوا شنو خطورته؟ ..أهو نقوللكم

لما واحد يطعن في شرف اي حد هذا اسمه " قذف المحصنات" و يعتبر من كبائر الذنوب. التعريف الشرعي لقذف المحصنات هو إنك تتهم و تدعي علي أي شخص سوى كان أنثى أو حتى ذكر، تتهمه بالزنا أو اللواط، صريح أو كناية أو تعريض.

الصريح معناها إتهام مباشر، ما فيش تأويل ، مثل ( فلانة زانية ). والكناية مثلا زي ما يقولوا (عيت فلان صارتلهم فضيحة من بنتهم ) ( بنت فلان سمعتها مش كويسة وفاجرة) ( عيلة وخالها ميلاد). هذا بالنسبة للكناية، انجوا للتعريض خلي انقولو هو التلقيح أو ضرب المعاني. مثلا حد يقول ( انا خواتي وبناتي و اولادي مش متاعين شبهة .. زي هلبه ناس ). الظاهرة هذي زي ما كتبتلكم امبكري يعتبر قذف المحصنات من الكبائر. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات)). قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) متفق عليه.

طبعا زي ما السرقة و الزنا والقتل العمد و غيرهم ليهم عقوبات، حتى قذف المحصنات ليها عقوبة، فأي واحد يطعن في شرف أي حد حيكون فيه عقاب ليه في الدنيا و في الاخرة ، الله - سبحانه وتعالى- في سورة النور قال: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)
يعني أي واحد يطعن في شرف أي شخص وما جابش أربع شهود يشهدوا علي صحة كلامه، فعقوبته في الدنيا ثلاث عقوبات، ثمانين جلده و معاش تقبل ليه شهادة، و يعتبر فاسق.

أكيد كل واحد فيكم أو أغلبكم خطر في باله سؤال، واللي هو أن الآية والحديث ذكر فيه مصطلح " المحصنات " أي النساء.
فكيف الكلام والحكم شمل حتى الرجالة أو الذكور؟
قبل كل شيء، أجمع العلماء كلهم أن قذف الرجال داخل في حكم الآية، والحكم هذا لا نزاع فيه، يعني ما فيش خلاف بين العلماء.
توا نجوا لإجابة لسؤال، واللي فيه أكثر من إجابة.
فيه إجابة تقول لإن قذف النساء هو أكثر وأشنع... والرجال دخلوا بالمعنى، و فيه إجابة ثانية تقول إن المحصنات المقصود بيها الأنفس، وهكي ضمت الرجال والنساء، بدليل لو كانت المحصنات تقتصر على النساء بس , كان هذا الله – سبحانه وتعالى – ما قالش في سورة النساء (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ )، يعني اكتفي بالمحصنات بس وما فيش داعي من إضافة مصطلح النساء.

هدينا بعض الاجوبة .... والله أعلم ، ان شاء الله وصلت المعلومة بس، وانتم ابحثوا وشاركونا بالتعليقات ع النقطة هدي .
المهم الطعن في الشرف يعتبر من الكبائر، فلابد كل واحد فينا يعرف شنو يقول وشنو يكتب وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي
و للاسف بدي ماعاش فيه احترام لبعضنا، وبدت الكلمات والمصطلحات البايخة تطغى هلبه في التعليقات و البوستات، و بدت أداه للتهجم علي أي شخص.

الطعن في الشرف خطورته الاجتماعية تكمن في تشويه سمعت بنت أو ولد أو عيلة والشي هذا حيأثر بشكل كبيرعلي حياتهم، لدرجة إنهم بدو مكروهين في المجتمع ومعزولين عليه، لأن الموضوع أخلاقي. فبسبب القذف والطعن والتشويه هذا، مرات مراة تطلق، بنت أو ولد يفسخوا خطوبتهم، أو بنات ما عاش يجيهن نصيب، أو فصل من العمل، ومرات توصل حتى للقتل، وزي ما تعرفوا هلبة جرائم صارت ليها علاقة بالشرف.

فلما انت وهو وكلنا نطعنوا في شرف بعضنا، هنا الثقة في بعضنا حتنقص، حيصرلنا شك في بعضنا، وكل شي نشوفوا فيه شين. شوف ياعيلة، لابد كل واحد فينا يعرف روحه شنو يقول وشنو يكتب، لان كل كلمة بتقولها أو تكتبها حتتحاسب عليها في الدنيا والاخرة، الموضوع مش ساهل أبدا، ما تستخفوش بيه. حتى لو بجو بصارة، فلابد نصلحوا من وضعنا بيش ربي يصلح حالنا.
وان شاء الله ربي يهدينا ويصلح حالنا.

مقالات ذات صلة