مطاعم هذا القرن: وجبة على طبق عنكبوتي

إن لم تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا هي لم تحدث. هذا هو شعار جيلنا الحالي تقريبا في كل شيء في الحياة، حتى يشهد شاهد من أهلها.

في رحلة البحث عن الذات وعن الرزق، طلب مني مؤخرا كتابة خطة تسويقية على مواقع التواصل الاجتماعي لمطعم جديد.
لم أدرس التسويق، ولست حقا جيدة في الأرقام والحسابات، ولكني لم أستسلم وقمت بالبحث وبعض اللقاءات.
وفي نهاية بحثي، استنجت شيئا واحدا لم يكن حقا جديدا علي، إن كنت تريد النجاح في مشروع ما، فعليك مواكبة هذا الجيل، بمعنى آخر، انضم لعالم الانترنت. كم مرة رأيت فيها صورة لطبق ما على الإنترنت لأحد المطاعم، وقررت أن تذهب لذلك المطعم؟ أنا شخصيا.. مرات لا تحصى.

تأثير التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت لمرحلة دفعت البعض لشراء تذكرة سفر إلى بلد غريب، فقط لتجربة مطعم سوق له أصحابه بذكاء على الانترنت. " العين تاكل قبل الفم" مثل سمعناه قبل ثورة التكنولوجيا بكثير، ولكنه يعبر جدا عما يحدث اليوم من اكتساح شامل للعالم الافتراضي.

للقيام ببحثي الجديد، قمت بزيارة صديق لي يملك إحدى أكثر المطاعم شهرة في البلاد، بالطبع لن أنشر اسمه أو مكان مطعمه، فهذه ليست دعاية مجانية. روى لي صديقي قصة نجاح مطعمه، وفي اختصار لكلامه، قال إن بدايته منذ عشرة سنوات، لم تكن موفقة جدا، فرغم الموقع الاستراتيجي، وتنوع قائمة الطعام في المطعم، إلا أنه لم يكن يستقبل العديد من الزوار في اليوم.
طغى الشعور بالفشل على الرجل الذي استثمر جميع أمواله على هذا المشروع، الذي بات قريب من الإفلاس حتى قرر أخيرا بيعه.

في ليلة ما وفي ساعة متأخرة، كان صديقي يلوج مطعمه في حزن، مودعا الأبواب والطاولات، مستعدا لإغلاقه، ولكن في لحظة استجابة كونية، دخل في تلك الساعة المتأخرة أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، والذي كان يحظى بمتابعه قرابة مليون ونصف المليون شخص، كان هذا الشخص في طريقه للمنزل من حفلة ما، بمعدة فارغة، عندما وجد نور المطعم مفتوح وقرر الدخول لوجبة سريعة. وكان هذا الزبون كفيل بتغيير حياة صديقي بالكامل، حيث قام بتصوير المطعم ووجبة الطعام التي تناولها، أيضا قام بتصوير صديقي وشكره على الخدمة الطيبة، ومنذ ذلك الحين، يحظى مطعم صديقي بشعبية كبيرة جدا، وطاولات محجوزة بالكامل لأيام. ولا يعتمد الآن إلا على مواقع التواصل الاجتماعي والشخصيات المشهورة للتسويق لمشاريعه.

والآن، إن كنت صاحب مشروع ما، أو كنت في صدد البدء في مشروع، فاسمح لي بإعطائك بعض النصائح المجانية، للتسويق لعملك على الانترنت.

• مواقع التواصل الاجتماعي: يعتبر فتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، وانستقرام، وتوتير، وسناب شات، إلخ.. مهم جدا، ولكن الأهم، هو كيفية التعامل مع هذه الحسابات بعد فتحها، أي متى يجب نشر الصور و "البوستات"، ماهي أوقات الازدحام على كل منصة، والفئة العمرية المستهدفة.

• اختيار الأشخاص المناسبة لوضع علامة عليهم، أي خاصية "التاق"، إضافة إلى وضع الوسم المناسب لكل منشور، مثلا #نباتيين، #سوشي، #محبي-البيتزا، وغير ذلك.

• دعوة بعض المشاهير وتصويرهم أثناء الزيارة، سيعزز بدون شك عدد رواد المطعم، فحتما سيزور متابعي المشهور المطعم، لثقتهم في ذوقه، أو في أمل رؤيته مرة أخرى هناك.

• تصوير خلف الكواليس، اسمح للزبائن بمشاهدة ما يحدث في مطبخ المطعم، خلف ماكينة القهوة، ليتعرفوا على الشيف الخاص بالمطعم، على من يحضر لهم قهوتهم، عبر تصوير كل شيء، حول مطعمك من مكان خاص بالأكل إلى مكان يذهب إليه الناس لرؤية اصدقائهم.

• قم بالرد على التعليقات السلبية والإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، أشعر الزبائن أنهم مسموعين وأن رأيهم يهم لتحسين جودة المطعم.

عندما يتعلق الأمر بالعلاقات العامة والتسويق، تولد كل يوم فكرة جديدة، بالفريق الصحيح والتخطيط الذكي، سوف تحقق اسما لعلامتك التجارية في فترة قصيرة جدا. إن أصبحت التكنولوجيا المحرك الأساسي في حياتنا، لنخدم هذا المحرك في صالحنا.

مقالات ذات صلة