ثقافة
31.03.21

المرأة العربية في صناعة السينما: بين التحديات والصمود

بالرغم من سوء عام 2020 بالنسبة لمعظم الناس على هذا الكوكب، فقد كان أفضل وقت لمشاهدة قصص وسماع أصوات صانعات الأفلام من شمال أفريقيا والمنطقة العربية بشكل عام. بالفعل، نظرًا لأن معظم المهرجانات السينمائية أقامت فعالياتها عبر الإنترنت، نظرًا لقيودCovid-19، فقد عزز هذا الاتجاه إمكانية وصول أفلام من صنع النساء إلى شرائح جمهور جديد وإلهام آخرين لإنشاء خدمة بث مستقلة لأفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: شاشة.

لا يمكننا أن ننسب هذا الإنجاز الهائل إلى الوباء فحسب، إنما بشكل أساسي لأن صانعات الأفلام العربيات قررن المواجهة وإعادة تنظيم أنفسهن في مجموعات. كما أن هذه الخطوة لا تنفي حقيقة أنهن يواجهن تحديات لا حصر لها من المجتمع ومجال صناعة الأفلام عامة.

في واقع تجربة مخرجات الأفلام في المنطقة العربية، وفي أغلب الأوقات، يكون العمل على الفيلم الأول تجربة صعبة ومرهقة للغاية إلى حد عدم الاستمرارية لصنع فيلماً ثانياً. كما نعلم فإن البنية التقليدية والأبوية الظاهرة في العديد من جوانب صناعة السينما على مستوى عالمي وليس فقط بالمنطقة، فغالبًا ما تضطر النساء والأقليات إلى العمل بجهد مضاعف لتحقيق نصف الصدى والفرص والدعم والاعتراف الذي يحظى به أغلبية الذكور في المجال. وبالطبع يتضاعف هذا النضال بشكل أكبر عندما تقوم بإخراج أفلام في منطقة مليئة من الاضطرابات والصراعات والحروب.

لنلقٍ نظرة على عام 2018، حيث بدأ كل شيء

في ذلك العام، قررت بعض النساء العربيات معالجة هذه القضايا من خلال إنشاء شبكة قوية تمكنهن من اللقاء والتواصل وتقديم المشورة والدعم والتوجيه.

هكذا قررت المخرجة اللبنانية ميريام الحاج بالتعاون مع مجموعة من صانعات الأفلام الأخريات من المنطقة إطلاق مجموعة "راويات - أخوات في الفيلم"، بعد اللقاء في عدة ورش عمل في تونس والمغرب. من ضمن الأعضاء التسعة المؤسسين لراويات فنانة ومخرجة أفلام ليبية/بريطانية، نزيهة العريبي.

عادت نزيهة إلى ليبيا بعد الثورة للعمل هناك واستكشاف موطن والدها، وفي عام 2012، شاركت في تأسيس شركة HuNa Production - وهي مجموعة إنتاج مقرها طرابلس تهدف إلى تطوير السينما الليبية كأداة للتغيير. اشتهرت نزيهة بشكل أساسي بفيلمها الوثائقي FREEDOM FIELDS وهو قراءة غنية وشاملة للنساء في ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي، حيث تتابع حلم أعضاء المنتخب الليبي لكرة القدم للسيدات البسيط في تمثيل بلدهن في البطولات الدولية بين عامي 2011 و2017. أنتجت أيضًا فيلم "بعد ثورة" الذي تم تصويره على مدار ست سنوات وعُرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في عام 2018.

أما في العراق، أسست Roisin Tapponi مجموعة حبيبي - وهي عبارة عن أرشيف رقمي ومنصة تنظيمية مخصصة لتعزيز صناعة الأفلام النسائية في الشرق الأوسط. كما قامت بجمع التبرعات لإنشاء مشروع رقمي مستقل، يعرض صانعي الأفلام العرب للجمهور العربي.

على الرغم من الاعتراف والشهرة الدولية التي تحظى به رويزين، لكنها تشعر أيضًا بثقل النظام الأبوي في هذه الصناعة، على غرار رفيقاتها بالحرفة، فبالنسبة لها "مع بلدان في المنطقة غالبًا ما تعاني من الرقابة الاستبدادية، يبدو أن وفكرة وجود أرشيف شامل يجمع الأعمال المتنوعة لمخرجات وصانعات الأفلام ذات أولوية منخفضة".

وتضيف: "أعتقد أن هناك ثقافة أرشيفية ضعيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في لندن لديناBFI، وفي مدينة نيويورك يوجد أرشيف مختارات للأفلام، وفي الهند كان هناكP.K.nir ، بالإضافة لـ Henri Langlois في فرنسا. بالفعل يريد الجميع أن يصبح صانع أفلام أو مخرجًا، لكن قلة قليلة من الناس على استعداد للقيام بالعمل الشاق المتعلّق بأرشفة التاريخ وخلق مساحة لتصنيع هذه الأفلام وتوزيعها."

لحسن الحظ، توجد نساء على استعداد للقيام بذلك، مما يمنح الأمل حقًا لآلاف المواهب. فربما لاحقاً ستعود العديد من صانعات الأفلام اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على ترك المهنة ليعرضن رواياتهن المغيّبة وأصواتهن المهمة في النقاش العام.

مقالات ذات صلة