ترفيه
17.12.20

ألعاب الكمبيوتر الكلاسيكية (الريترو) – حية تُرزق

مع إصدار PS5 الحديث، سيختبر الكثيرون الجودة الأفضل من ناحية قوة المعالجة ورسومات الألعاب والتفاصيل وسرد الأحداث والواجهة الجديدة المبتكرة. كلامً مثير، أليس كذلك؟
إجابة خاطئة!

على الأقل بالنسبة لي ولجيش لاعبي الريترو الذين في مواجهة أحدث تقنيات الألعاب، لا يزالوا متمسكين بشدة بأيام مجد ألعاب 2 و 8 و 16 بت. بالطبع يمكنك المجادلة بأن كل فترة من فترات الألعاب لها جمهورها وجاذبيتها الخاصة، حيث إن شباب اليوم غير قادرين على فهم المتعة في لعبة لم يكبروا وهم يلعبونها. ولا سيما تلك القديمة جدًا مقارنة بما هو متاح الآن. سيكون الأمر أشبه باختيار دراجة هوائية بدلاً من دراجة نارية، عندما نعلم أن الدراجة النارية أكثر تطوراً وأكثر إثارة.

ولكن هناك شيء مُرضٍ بشكل غريب في ركوب الدراجة، خاصة بعد أن تهب الرياح بين خصال شعرك واستعادة متعة الطفولة الأزلية المتمثلة في رفع قدميك عن الدواسات في طريق طويل وشديد الانحدار. بالنسبة لي، فإن الوقوع في حب الألعاب الكلاسيكية يشبه التمسك بتلك الفرحة الطفولية، وعدم ترك هذا التشويق لصالح آلات "أكثر إثارة" وأكثر لمعان.

بغرض الإيجاز، لن أتطرق إلى ثمانية أجيال مختلفة من الألعاب التي أعطتنا وحدات تحكم رائدة مثل PONG و Atari 2600 و NES و Sega Megadrive و Sony PlayStation و Nintendo 64 و Xbox وغيرها الكثير. لن أنظر إلى الألعاب الريترو الصغيرة المحمولة أو الواقع الافتراضي VR أو أي ما بينهم.

بدلاً من ذلك، سألق نظرة على إحدى ألعاب الكمبيوتر ذات الجاذبية الأزلية بالنسبة لمجتمع اللاعبين على مدار الـ 21 عام الماضية. أنقذ وجود هذا الوسط وولاء أعضائه اللعبة من مصير لا يختلف عن سفينة متقادمة عفا عليها الزمن فيتم إيقافها وتفكيكها لتصبح خردة. اللعبة التي أتحدث عنها هي "Age of Empires II - The Age of Kings".

Age of Empires : لعبة استراتيجية في الوقت الحقيقي تم تطويرها بواسطة Ensemble Studios ونشرته Microsoft.
تجري أحداث اللعبة في العصور الوسطى وتحتوي على ثلاث عشرة حضارة، حيث يجمع اللاعبون الموارد التي سيستخدمونها في بناء المدن وإنشاء الجيوش وهزيمة الأعداء.

كنت ألعب هذه اللعبة على جهاز الكمبيوتر الخاص بي كطفل صغير، وأتعلم عن مختلف الحضارات والشخصيات التاريخية والمعارك والتواريخ والأحداث - شعرت بأنني انتقلت إلى عالم مليء بالإثارة. تأخذك إحدى الحملات المبرمجة مسبقاً في رحلة إلى جانب صلاح الدين أثناء أسره ودفاعه عن القدس خلال الحروب الصليبية. هذا جنباً إلى جنب مع الحملات التاريخية لجنكيز خان، وويليام والاس، وجوان دارك، وباربروسا، من بين آخرين - جعلتني طالباً مبكراً للتاريخ - على الأقل في عيني الطفولية.

في حين أن أسلوب اللعب واستراتيجية الحملات ومباريات الموت واللعب الجماعي عبر الإنترنت كان مستجداً ورائداً في وقته، إلا أنه جدير بالذكر أن اللعبة قد بنت مجتمعاً نابضاً بالحياة، وهو أقوى من أي وقت مضى في وقتنا الحالي بعد 21 عاماً من إطلاقها. باعت Age of Empires II حوالي 1.5 مليون نسخة في السنوات الثلاث الأولى بعد صدورها. بمساعدة خدمات الألعاب عبر الإنترنت مثل "Steam" صرّح الاستوديو الذي ابتكر اللعبة أنه لا زال هنالك مليون شخص يلعب لعبة AOE شهرياً، حسب إحصائيات العام المنصرم.

يقوم العشرات من صانعي المحتوى والبث المباشر بتغذية ودعم هذا الوسط الواسع والموالي من اللاعبين، عبر إحضار مقاطع فيديو لأفضل وأسوأ وأطرف وأكثر الألعاب تميزاً إلى جماهير AOEالمخلصة.
لقد ترك العديد من هؤلاء القائمين على البث المباشر وظائفهم اليومية ليصبحوا مذيعين ومعلقين بدوام كامل. في حين أن نظام التصنيف، كلعبة الشطرنج مثلاً، قد أعطى المجتمع قائمة أفضل 100 لاعب. يجتمع هؤلاء اللاعبون من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الصين وفنلندا وفيتنام وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، للقتال ضد بعضهم البعض في البطولات المصنفة والودية والحائزة على جوائز. أفضل لاعب حالياً في العالم ، "الأفعى" من النرويج وهو لاعب AOE بدوام كامل، حقق عشرات الآلاف من الدولارات من اللعب في هذه الدوريّات.

يتم بث هذه البطولات على خدمات بث الفيديو المباشر العالمية مثلTwitch وصفحات الفيسبوك ومقاطع فيديو اليوتيوب.
AOE هي لعبة كمبيوتر عمرها 21 عاماً، قد يقول الكثير أنه انتهت صلاحيتها، لكنها لا تزال تجمع لاعبين من مختلف قارات العالم بروح يملأها الصداقة والتواصل المجتمعي، ويوحدّهم حب لعبة كلاسيكية لا تموت.

مقالات ذات صلة